للفتاة: لا تتزوّجي بمن يهواه قلبك ويرفضه أهلك!

تقدم شاب لخطبتك، ورفضه أهلك!.. فهل تحبينه؟ هو سؤال هام، لأنه إذا تقدم لك شاب وأنت تحبينه وعلى علاقة به أظن أنك قد توصلت لقرار حاسم في هذا الأمر، وهو قبول هذا الشاب بكل ما هو عليه وقبول ظروفه، وكل ما يتعلق بإمكانياته، وهذا أمر طبيعي أن تكوني متحيزة له كليا على حساب نفسك أتعلمين لماذا؟.. لأن قلبك هو من أصدر القرار، وعشق القلوب يخفي العيوب كما ذكرنا في مقال سابق...
 
ولكن هل يرضى قلبك بمصير بائس لك، وهل حقا سيجبرك وسيسلب إرادتك ويجعلك تتزوجين من شخص لا يصلح لك، ولم يرض به أهلك زوجا لك، أعلم أن الأمر صعب، ولكن ما رأيك في التريث وإشراك العقل مع القلب في هذا القرار الهام، والإستماع جيدا لأسباب رفض الأهل، ودراستها ولن تندمي؟ 
 
عزيزتي يقع عليك العبء الأكبر  الآن، ومهمتك الأساسية هي إيجاد نقطة تقارب بين ما تريدينه، وبين ما يريده أهلك، وأعلمي جيدا أن ما يريدونه هو لصالحك أنت، فهم أقرب الأقرباء لك، وأكثرهم خوفا عليك، وأشدهم حرصا على سعادتك.
 
والآن إليك نصائح هامة عند رفض أهلك لشاب تقدم لخطبتك:
 
•أهم شيء إستخيري الله تعالى فهو علام الغيوب سبحانه.
•إستمعي لهم جيدا فقد يرون ما لا ترينه أنت.
•الهدوء أفضل الوسائل للوصول إلى قرار صائب.
•فكري بعمق ماذا سيحدث لك في حال تزوجت شخص دون رغبة أهلك.
•حاولي توصيل أسباب قبولك لهذا الشاب لأهلك، وأسردي لهم صفاته.
•إقترحي عليهم إخضاعه للتجربة من قبلهم ثم التوصل سويا لقرار نهائي.
•حاولي بكل الطرق المناقشة الجدية في الموضوع مع الإلتزام بالحكمة وإحترام رأيهم للنهاية.
•سجلي ملاحظاتهم عليه وأشركي القلب والعقل معا، لإتخاذ القرار.
•تذكري أمرا هاما إنك إستخرت الله عز وجل في بادئ الأمر، فإذا فشلت في إقناعهم ومازالوا على رفضهم لهذا الشاب، فاعلمي أن هذا هو الخير الذي كتبه الله لك، واقتنعي به بقلب مطمئن.
 
والآن هل ما زالوا رافضين له؟  فماذا ستفعلين؟
أنت الآن بين صراع مرير بين من يهواه قلبك وبين ما يريده والداك، واعلم أنك تتمزقين ولكن يا ترى كفة من سترجح وتعلو لتحسم الأمر؟
 
قبل أن تتخذي القرار إنتبهي غاليتي جيدا لما سأقوله، واحذري أن تتزوجي بشخص رغما عن أبويك، وإياكي أن تقرري الهروب معه، فتذوقين أقسى أنواع الألم، فقد كثرت هذه القصص حولنا كل يوم فتيات يهربن من أهلهم للزواج بمن يعشقن، واعلمي أنهن نادمات خاسرات لا محالة فقد خسرن أغلى القلوب وخسرن رضاهم، وليس ذلك فقط، فقد خسرن كرامتهن بهذا القرار الأناني، الذي خطف معه فرحة انتظرها الأب والأم وحلما بها سويا وهي لحظة زفاف فتاتهم الصغيرة التي كبرت وترعرعت بين أحضانهم، ورؤيتها بالفستان الأبيض، واعلمي أن من تفعل ذلك ستظل أسيرة لهذا الجرم القاسي، فستحتاج يوما بل أيام عديدة لوجودهم بجانبها ولن ترى أحد منهم، ولن تحظى بسندهم، وهذا هو نتاج قرار متسرع عقيم هدم كل الأحلام والأمال.
 
لذا عليك التعقل واعلمي أن ما من شيء في الوجود يعوضك عنهم أبدا، فارفقي بهم وكوني ابنة بارة بوالديك وأرحمي ضعفهما.