عشق القلوب يخفي العيوب

العشق أمر مكتوب على قلوبنا، وخارج عن إرادتنا، ولا يد لنا فيه، فهو يأتي على سهو ودونما إستئذان. يجعلنا نفكر فقط بالقرب ممن أحببناه وذبنا فيه عشقا، نسلم له بكل ما فينا من مشاعر حلوة وخصبة فياضة بالحنين، مرغومين على عدم الإنتباه لعيوب من أجبرنا القلب على حبه والميل له، وتفضيله عن آخرين.
 
إنه العشق الذي يسلبنا إرادتنا ويحركها كيفما يشاء، هو الذي يقودنا لمصير لا نعلم مداه، وقد يحذرنا منه الجميع لكن دون إستجابة منا لما يتحدث الآخرون عنه، أو الإستماع لملاحظتهم عن عيوب الطرف الآخر، هم في الحقيقة يخافون أن نصدم لاحقا عند إكتشافها، ولكن هذا هو الحال مع عشق القلوب، فكما يقولون " إذا أحب القلب قلبا لا تبصر العين عيبا" وهذه حقيقة غالية جدا.
 
فسيظل من نحبه ونعشقه دائما وأبدا خالي من العيوب في عيوننا، وسيبقى هو الآمر الناهي على قلب تربع فيه وأصبح ملكا عليه، إنه العشق والهوى اللذان يأسران النفس والوجدان في حال من الهيام والإستسلام.
 
فليحاول من يحاول، فلن تجدي محاولاته شيئا، ولتكثر الأقاويل عن أحبائنا فليس هناك ما يقتل حبنا وعشقنا لهم، لا أعلم ماذا أقول أهو عشق أم آفة؟ فقد يضرنا في كثير من الأحيان، وعلى الرغم من ذلك نجد أنفسنا ماضين نحوه، فيا ليت الطرف الآخر يقدر ما بداخلنا من مشاعر جميلة له وحده.
 
ألا تستحق قلوبنا أن يتغير أحباؤنا من أجلنا، أليس لديهم أي حافز للمحافظة علينا، وعلى ما تحمله قلوبنا لهم.
 
للعشق لحظات سعيدة وأخرى حزينة ولكنها رائعة بما فيها من سعادة وحزن، ومستمرة مادام في القلب نبض، ودائمة ما بقيت الروح.
 
فمهلا أحباؤنا ومن نذوب فيهم عشقا، فانظروا إلينا النظرة التي نستحقها نظرة الحب والعشق والإحتواء فلا نرضى إلا بمبادلتنا المشاعر بنفس التوهج والقوة. ألا أملا قريبا في التغيير، فالقلب مشتاق لكم ولديه ما يكفيه من الأوجاع حزنا عليكم، فهيا لبوا النداء واقتربوا ولا تحملوا أنفسكم وأحباؤكم ما لا تطيق قلوبكم وأرواحكم، فرفقا بالعاشقين في كل زمان ومكان.