الخاطبة : هل عادت من جديد؟

كثرت هذه الأيام حالات عديدة لزيجات تمت عن طريق الخاطبة، وهي إمرأة تسعى لتزويج الفتيات والشباب، وكانت في الماضي مهنة تتقاضى عليها مبالغ من الطرفين عند إتمام الزواج، أما الآن فهي تأخذ شكلا آخر، ومن الممكن إطلاق لقب الخاطبة على كل من تحاول تزويج قريبة أوصديقة، أو حتى إبنة الجيران، لمجرد إسعادها وإضفاء السرور عليها وعلى أهلها، ترى ما السبب في ظهورها مرة أخرى وبهذه الصورة؟
 
الأسباب عديدة وعلى رأسها مشكلة العنوسة التي تتفاقم يوما بعد يوم، خاصة وأن العنوسة غير مرتبطة بجمال المرأة، فهناك فتيات في زهرة عمرهن وريعان الشباب وعلى قدر كبير من الجمال والرقة والأنوثة إلا أنهن لا زالن بغير زواج، مما يثير الدهشة، فلما التأخير في الزواج؟، وكيف يمكن تقديم المساعدة؟، هكذا يكون حال المرأة التي تجسد دور الخاطبة هذه الأيام عن غير قصد، فالنية سليمة مائة في المائة لتوفيق راسين في الحلال كما يقولون.
 
ولكن هل تتقبل الفتيات هذا الدور النبيل للخاطبة؟، والذي يتم بعرض الصور أولا؟، ثم تحديد موعد للمقابلة الأولى ليتعرف كل من الشاب والفتاة على بعضهما البعض، حتى يتم تكوين فكرة عن بعضهما البعض شيئا فشيئا ليتخذ كل منهما القرار المناسب.
 
بعض الفتيات تعترف بضعف فرصتها في التعرف على أي شخص، وتتقبل هذه المساعدة بسهولة وتسعى إليها أحيانا، والبعض الآخر لا يحبذها أبدا فقد يرون مساعدتها تصرف خاطيء وتدخل في شؤون الآخرين، لذا نجد هذا النوع من الفتيات ومع الأسف الأكثر تعرضا للعنوسة بأسوأ صورها.
 
وبالرغم من نية الخاطبة الخالصة في تزويج الفتيات إلا أنها تكون محط سخط الجميع في حال فشل الزواج وانتهاؤه بالإنفصال، إذ تكون محل لوم وعتاب وتوبيخ كما لو كانت تعلم الغيب، مما يجعل الكثير من النساء اللاتي يقيمن بعمل الخاطبة للتروي والتفكير من جديد، وفي كثير من الأحيان تعزف عن المساعدة،
 
لذا عليك عزيزتي الفتاة إعطاء فرصة للآخرين لمساعدتك، فرصة لنفسك أنت أيضا، لمقابلة الأشخاص والتعرف عليهم ودراسة مشروع حياتك جيدا قبل قرار تنفيذه، فالخاطبة تسعى للخير، عليها العرض، وعليك الدراسة، والقرار فلتتريثي ولتمهلي نفسك بعض الوقت، فكم من زيجات ناجحة تمت بهذه الطريقة.
 
فليعلم الجميع أنها غير مسؤولة عن مشاكل ما بعد الزواج، فالفتاة عرضة لمشاكل ما بعد الزواج في كل أنواع الزواج وليس فقط الزواج التقليدي الذي تم عن طريق الخاطبة.