الطفل الأول... أزمة في الزواج

ينتظر الزوجان ولادة ثمرة حبهما بفارغ الصبر، فيأتي الطفل الأول ليكلل علاقة الثنائي إلا أن الحياة تنقلب رأسًا على عقب، فينتقل الوضع من "رجل وامرأة" إلى "أب وأم" ويصبح تركيز الأم على الطفل ويبدأ الأب بالبحث عن العلاقة التي كانت تجمعه مع زوجته قبل ولادة الطفل! 
 
فهل تعتبر ولادة الطفل الأول حافزا لإثارة أزمة في الزواج،‏ فلا يعود الزوجان يشعران بالأمان من الناحية العاطفية وتظهر المشاكل بينهما؟
 
لإلقاء الضوء حول هذا الموضوع استشرنا الإخصائية النفسية سهير محمد، التي بدأت حديثها بقولها: "يجب أن يدرك الزوجان أن ولادة الطفل الأول تُحدث تغييرات غير متوقعة في الزواج، حيث يستحوذ المولود الجديد على وقت أمه وتفكيرها،‏ وقد  يسد الاعتناء به حاجاتها العاطفية، فتركز على رضيعها وتتعجب من تفاعل جسمها وقلبها مع أي صوت يحدثه،‏ أما الوالد‏ الذي يدهشه الرابط بين زوجته وطفلهما،‏ فيبدأ بالقلق لأنه يشعر بأنه مهمَل، ففي الماضي‏ كانت علاقتهما مدار اهتمامها فقط، ولكن بين ليلة وضحاها صار الطفل محور هذا الاهتمام، فيبدأ الزوج بالتذمر والانتقاد وإثارة المشاكل على كل كبيرة وصغيرة! ومن هنا يجب على الزوجة إعادة هيكلة حياتها الزوجية، لتنجح في التكيف مع التغيير الحاصل بعد قدوم الطفل". 
 
وهناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدها على النجاح في ذلك، وهي: 
 
- كوني مرنة: 
تذكري أن مسؤولياتكِ تغيرت بعد قدوم مولودكِ، فلا تتوقي للكمال في كل شيء، بل يجب أن تتصفي ببعض المرونة للتقليل من التوتر بشكل عام، ولا تتوقعي إمكانية عمل كل شيء كما كنت قبل قدوم الطفل. 
 
- افهمي مشاعر زوجكِ:  
يجب ألا تتوقعي أن تكون مشاعر زوجكِ مثل مشاعركِ في هذه الفترة، فالحقيقة أن مشاعر الأب تختلف عن مشاعر الأم، كما أن الأنانية تطغى على شخصية الرجل بشكل عام. 
 
- اسعي إلى التوازن: 
سيكون طفلكِ صاحب الحظ الأكبر من الاهتمام والرعاية، ولكن اهتمامكِ بنفسكِ وزوجكِ عبر القيام بأعمال يسيرة سيجعل عالمكِ أجمل، فحين ينام الطفل قومي بشيء تحبينه لنفسكِ أو لزوجكِ بدلا من القيام بأعمال المنزل، واعلمي أن حاجات الأطفال لا تنتهي، لذا أحبي أطفالك وامنحيهم ما عندكِ واشبعي حاجاتهم، ولكن تذكري أن أهم ما يحتاجونه الاستمتاع بعلاقة الحب والاحترام بين والديهم.
 
- خصصي وقتاً لزوجكِ: 
خصصي لزوجكِ وقتاً يومياً خاصاً به، تستمتعان فيه بكأس من القهوة معا، وتتبادلان الحديث والتواصل، وتذكري أن التواصل يتضمن الحديث والاستماع، وكوني مستمعة جيدة بأكبر قدر ممكن إذا أردت أن يستمر زوجكِ بمشاركتكِ مشاعره وأفكاره وكل ما يشغل باله، فالزواج ليس مجرد إنجاب أطفال فقط، بل إنه أيضا علاقة مودة ورحمة، ولا تنسي الفكاهة فلحسّ الفكاهة طعم خاص يدفعكما للضحك والاستمتاع بالحياة، ولا بأس بترك الطفل مع حاضنة أو مع أحد أفراد العائلة أحياناً، لتخرجي مع زوجكِ وتتشاركا في بعض النشاطات الخارجية.
 
- ادعمي زوجكِ في دوره الجديد:
على الزوجة الفطنة أن تدعم زوجها في أداء دوره الجديد،‏ فتطلب منه أن يساهم في الاعتناء بالطفل وتظهر له بصبر كيف يبدّل الحفاض ويحضّر زجاجات الحليب،‏ وحين يعتني زوجكِ بحاجات الطفل بأسلوب يختلف عن اسلوبكِ،‏ لا تنتقديه او تعيدي ما فعله رغم أنك قد ترغبين في ذلك، بل‏ امدحيه على ما ينجزه بشكل مقبول،‏ لتقوى ثقته بنفسه وتُشجَّعيه على تقديم الدعم لكِ.‏ 
 
- أعيدي تعريف الرومانسية: 
يجب أن نقر بأن الرومنسية والحميمية تتغير بعد قدوم الطفل الأول، فأوقات الخصوصية مع الزوج قد تكون أمرا صعبا للغاية، حتى وإن حانت الفرصة فقد تكون قواكِ قد خارت، فلا يمكنكِ التركيز أو التفاعل مع زوجكِ، ولكن لا غنى لنا عن الرومانسية، فعليكِ تخصيص وقت للاختلاء بزوجكِ، وهذه اللحظات وإن قصرت قد ترسم عالما يساعدكما على الشعور بالثقة.