عادل إمام... لا جديد في العراف

هي – أسماء وهبة قد يظن البعض أن الحلقة الأولى من مسلسل "العراف" تفتقد إلى البريق الذي يغري المشاهد لمتابعة الحلقات التالية. ويعود السبب إلى عدم ظهور البطل عادل إمام وزملائه حسين فهمي وطلعت زكريا وشيرين. وهي مخاطرة أقدم عليها المخرج رامي إمام. لكن يبدو أنه يعول على بطل العمل عادل إمام القادر على دفع المشاهد لإنتظار المسلسل ومشاهدة حلقاته. بدأت الحلقة الأولى من المسلسل باستعداد الممثلين للذهاب إلى إحدى حفلات الطبقة المخملية من class A+ . ركبوا سيارتهم الفارهة بفستانيهم وبذلاتهم الأنيقة ذات الماركات العالمية. وفي الحفل، أحاديث عن مناقصات بالملايين والمنافسة الحامية بين رجال الأعمال الذين تحميهم "السلطة السياسية" الممسكة بالبلد قبل ثورة 25 يناير. في الوقت عينه تتنقل الكاميرا إلى أحد الأحياء الشعبية القريبة، حيث يعيش سكانه في بيوت من الخشب من دون أي خدمات سوى الكهرباء. وهناك، نتعرف على عائلة مكونة من أب هزمه الفقر، فضل أن ينام جائعا ليأكل أطفاله الأربعة وزوجته. بعد ذلك تعود الكاميرا إلى الحفلة، فنجد النادل يلقي بطبق مليء بالقريدس ذي الحجم الكبير في القمامة، فيسأله مصور متجول عما يفعله، لتأتي الإجابة صاعقة أكثر من مشهد إلقاء القريدس في القمامة، بأن ضيوف هذه الحفلات لا يأكلون كثيرا، على الرغم من أن الطعام يأتي بالطائرات من أوروبا، لذلكك يلقون بأكثر من ثلاثة أرباعه في القمامة! وخلال تنقل شبه بطيء بين الجانبين، يستعرض رامي إمام الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي للمدينة، كتمهيد لبدء الأحداث، ثم نجد أنفسنا فجأة أمام حادثة انهيار كتل صخرية من جبل المقطم على مساكن الدويقة، فتستعيد ذاكرتنا هذه الواقعة المؤلمة التي أودت بحياة عدد غير قليل من سكان هذا الحي الشعوائي. وهنا يطرح سؤال: هل سيمتلك المسلسل الشجاعة الكافية لإدانة نظام الرئيس المصري السابق، مشيرا إلى تشكيلات الفساد التي ضربت الإقتصاد المصري والعلاقات المالية التي نسجت لصالح النظام الحاكم وأثرياء تربطهم به علاقة وطيدة، أم سيكون إعادة إنتاج لأفلام عادل إمام السابقة وتحديدا الأخيرة التي انتقد فيها النظام في نواح مختلفة لإضفاء مسحة من الحرية على حكومات مبارك السابقة؟! على كل يمكن القول أن بداية مسلسل "العراف" جيدة، لأنه الوحيد بين كل الأعمال التلفزيونية والسينمائية في السنوات الأخيرة الذي أشار إلى مأساة "مساكن الدويقة" بكل آلامها وأوجاعها ودموعها التي كللت جبين فقرائها. لكن حتى الآن يمشي المسلسل بإيقاع بطيء قد يدخله في دائرة الملل، حيث لم تتشكل شخصية عادل إمام سوى أنه "نصاب" على مستوى عال جدا تبحث عنه الشرطة. بالإضافة إلى أنه يكرر أداءه في أفلامه سواء النظرات" أو "الأفيهات" وتقبيل الممثلات من دون مبرر لإثبات أنه ما زال مغريا لهن! لذلك إذا استمر إيقاع العمل هكذا فلن يحقق النجاح الذي حظي به سابقه "فرقة ناجي عطا الله" في العام الماضي خصوصا في ظل احتدام المنافسة بين النجوم وأعمالهم الرمضانية.