من ديانا لغريس كيلي... السينما تعادي العائلات المالكة

يمكن أن يؤرخ عام 2013 في تاريخ هوليوود، بعام الأميرات والأزمات الملكية، فعبر ثلاثة أشهر فقط دخلت شركات الإنتاج في صراع ناعم مع اثنتين من أشهر العائلات المالكة في العالم، بسبب فيلم "ديانا" الذي أثار موجة من الاستياء داخل الأوساط الراقية البريطانية، ومن بعده فيلم "غريس موناكو " الذي تعرض لهجوم مباشر من الأمير ألبرت، ومن الواضح أن السينما تعادي العائلات المالكة.
 
فيلم "غريس موناكو" صاحب الأزمة الأخيرة رغم أنه لم يعرض رسميا بعد وتأجل افتتاحه رسميا من 27 سبتمبر الماضي الى 27 ديسمبر المقبل، ولكن الأمير ألبرت لم ينتظر العرض الرسمي وشن هجوما حادا على الفيلم، وأكد أن الفيلم يحمل أخطاء تاريخية لا حصر لها وأنه وأسرة الأميرة غير راضين عن الفيلم، الذي يظهر الأميرة الراحلة بصورة لا تناسب مكانتها، وهو ما دفع الشركة المنتجة للرد سريعا بأن التاريخ العريق للأميرة الراحلة مليء بالسحر والحكايات وأن بطلة العمل نيكول كيدمان حاولت قدر الإمكان تقديم الدور بواقعية وصدق، ولكنها لم تتوقف عند تاريخ غريس كأميرة فقط وانما حاولت إظهار تاريخها كأيقونة للموضة والجمال.
 
الأميرة "ديانا" تلاحقها الأزمات حية وميتة، وما جرى مع فيلمها الأخير Diana خير دليل على أن سيرتها الذاتية "حقل ألغام" ينفجر في وجه الجميع، فالفيلم الذي يرصد قصة الغرام الأخيرة لأميرة ويلز بالطبيب الباكستاني الشهير حسنات خان، آثار غضب الأسرة المالكة التي امتنعت بالكامل عن حضور عرضه الأول، كما رفضت التعليق على أحداثه رسميا، ولكن التسريبات الإعلامية أكدت شعور أفراد العائلة بأن الفيلم يستهدف تشويه صورة الراحلة.
 
العجيب أن حسنات خان، نفسه رفض الفيلم واتهمه بتحريف قصة غرامه بالأميرة وتشويه صورتهما ونصح محبي ديانا بمقاطعة الفيلم، وتضامن نقاد السينما مع العائلة المالكة واتهموا الفيلم بأنه "سيء للغاية "، في حين وصفه البعض الآخر بأنه "رديء وكئيب". بينما اكتفى مخرج الفيلم اوليفر هيرشبيغل بإعلان حزنه من هذه الانتقادات مؤكدا انه "لا يشعر بالندم" بالرغم من سوء استقبال الجمهور في بريطانيا للفيلم، بينما امتنعت النجمة ناعومي واتس عن التعليق على الانتقادات التي طالتها شخصيا.
 
هل تعادي العائلات المالكة السينما؟ بالطبع لا فالملكة اليزابيث شخصيا تحرص على حضور العرض الأول لبعض الأفلام المتميزة، ولكن أزمات "سينما الأميرات" تكمن في سعيها لإظهار الجوهر الإنساني بعيدا عن الهالات الملكية وهذا بالضبط ما تخشاه العائلات الملكية في أوروبا.