علاج حالة نادرة للغرغرينا في مستشفى برجيل أبوظبي

تُعتبر غرغرينا فورنييه حالةً مرضيةً نادرة الحدوث، حيث تمَ حتى الآن الإبلاغ عن أقل من 2000 حالة فقط في جميع أنحاء العالم. يُعرف هذا المرض بأنه نوعٌ من التهاب اللفافة الأخمصية (أو البكتيريا الآكلة للحوم) التي تؤدي إلى إحداث تدمير كبير بالأنسجة ما ينجم عنه وفاة المريض في نهاية المطاف. ويعرف غرغرينا فورنييه بأنه التهابٌ بكتيري يحدث في البشرة الخاصة بالأعضاء التناسلية، وقد قام مستشفى برجيل في أبوظبي مؤخراً بتشخيص وعلاج إحدى هذه الحالات النادرة.
 
توجه السيد قاسم اليتيم، من الجنسية السورية ويبلغ من العمر 41 عاماً إلى غرفة الطوارئ بمستشفى برجيل بعد تعرضه لارتفاع في درجة الحرارة وآلام بين الساقين تركته عاجزا عن الوقوف.
 
حول هذه الحالة يعلق الدكتور ماثيو تايثيرليج، إستشاري جراح القولون والمستقيم في مستشفى برجيل قائلاً: "عندما وصل إلينا السيد قاسم كان يعاني حالةً من الصدمة الإنتانية، والذي يحدث فقط في حالة الإصابة الشديدة بالمرض. كما لاحظنا وجود تغيير في لون بشرة الفخذ وعلى كيس الصفن وحول فتحة الشرج". ويضيف الدكتور عمرو أحمد مسعود، أخصائي المسالك البولية في مستشفى برجيل: “قمنا بتشخيص حالته على إنها إصابة بغرغرينا فورنييه وقمنا بوضعه فوراً في غيبوبة مصطنعة طبياً، وبدأنا في إعطائه مضادات حيوية وأدوية لمساعدة قلبه وكليتيه التي بدت وكأنها تعطلت بالفعل".
 
بعد ذلك تمَ أخذ السيد قاسم، الأب لأربعة أطفال إلى غرفة العمليات حيث قام فريقٌ من الجراحين من التخصصات المتعددة بإزالة الأنسجة المتضررة في جميع أنحاء منطقة الفخذ. وبسبب استمرار إنتشار العدوى حتى منطقة جدار البطن، كان لا بد من إخضاعه لعملية جراحية أخرى في اليوم التالي، حيث تمَ إستئصال المزيد من البشرة والأنسجة المتضررة.
 
وأوضح الدكتور ماثيو: "لقد تحسنت حالة السيد قاسم بشكل كبير بعد العمليتين الجراحيتين، ففي غضون أيام قليلة، تمَ تغيير الضمادات له وعمل تفميم للقولون، بحيث يتم إفراغ محتويات الإمعاء في كيس خاص من البلاستيك مثبَت على جدار البطن، وقد كان هذا الإجراء ضرورياً لضمان بقاء الجروح في المنطقة السفلىة نظيفة".
 
وبعد مرور خمسة أيام، تمَ إنعاشه من الغيبوبة. وبعد أسبوعين، تمَ نقله من وحدة العناية المركزة إلى العنبر، مع وضع ضمادات خاصة على جروحه لضمان التئامها بسرعة.