مخاطر التدخين وعلاقته بسرطان الرئة

التدخين افة محكمة منذ الاف السنين، وعلى الرغم من الدعوات المتكررة للاقلاع عنه وعرض كافة المخاطر الصحية التي يمكن ان يتسبب بها وارفاق هذه التحذيرات على علب السجائر التي تباع في الاسواق، الا ان موضة التدخين ما زالت رائجة وتشهد ارقاما قياسية حول العالم.

وحتى مع محاولات الحكومات والمنظمات العالمية تخاذ كافة التدابير والاجراءات التي تحول دون تزايد اعداد المدخنين حول العالم ومنها الضرائب ومنع التدخين في بعض الاماكن والتضييق على المحال التي تبيع السجائر لمن هم دون سن الثامنة عشرة، بقي التدخين ابرز الممارسات الحياتية الخاطئة التي يلجأ اليها الكثيرون اما للتسلية او للتنفيس عن مشاكلهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

التدخين والسرطان

مع ارتفاع عادة التدخين في دولة الامارات تم طرح فكرة "ضريبة الخطيئة" على السجائر خلال الربع الرابع من العام 2017، ما ادى لرفع الاسعار بنسبة 100%. 

وقد حل السرطان كثالث اكبر مسبب للوفيات في امارة أبوظبي في عام 2016، اي بنسبة 15% من نسبة الوفيات بعد امراض القلب والاوعية الدموية (37%) والاصابات (20%) وفقا لاحدث استبيان للصحة في أبو ظبي نشرته وزارة الصحة في ديسمبر 2017. 

ويؤكد براسانث مانغات، الرئيسي والمدير التنفيذي لشركة ان ام سي هيلث المحدودة، ادراك كافة القطاعات الصحية لمخاطر التدخين كونه يضاعف خطر الاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية،

وقد يمثل مؤشرا خطيرا مباشر ل سرطان الرئة حيث أن دخان التبغ يتألف من مزيج من أكثر من 4000 مادة كيميائية ، منها 250 مادة سامة وما لا يقل عن 50 مادة تسبب السرطان.
هذا وقد ادى خطر التدخين لمقتل ما يقرب من 3000 شخص في الامارات عام 2016 ، كما كلف البلد أكثر من 550 مليون دولار من حيث الإنتاجية المفقودة وتكاليف الرعاية الصحية وفقا لما ورد في الطبعة السادسة من تقرير أطلس عن التبغ الذي يحدد التأثير العالمي للعادة الإدمانية. 

وجاءت الغالبية العظمى من الضحايا بنسبة 92% من الرجال، فيما توفى 8% فقط من النساء جراء التدخين. ويذكر التقرير ان اكثر من 900 الف شخص بالغ في الامارات يستخدمون التبغ يوميا وان التدخين مسؤول عن وفاة واحد من بين كل 8 اشخاص من الرجال في الامارات.

ويتمثل الامر الاكثر ازعاجا في الدراسة التي اجرتها جامعة الامارات عام 2017 والتي أظهرت أن الاطفال في دولة الإمارات يستنشقون أول نفخة من التبغ في سن مبكرة بعمر التسع سنوات أو حتى في سن أصغر من ذلك، مما يدعو للحاجة لخلو الأسر من التدخين لمنع الأطفال من تطوير رغبتهم في إدمان النيكوتين.