الدكتورة الإماراتية نبراس محمد القحطاني: ابتكر التحدي كي أساعد الأطفال المصابين بالسكري على الالتزام بالحمية

ثمة أحداث واكتشافات غيرت وجه البشرية ومنها اكتشاف دواء لمرض السكري. 14 نوفمبر هو اليوم الذي حدد من قبل "الاتحاد الدولي للسكري" و"منظمة الصحة العالمية" لإحياء ذكرى ميلاد الطبيب الكندي  فردريك بانتنغ Frederick Banting الذي اكتشف الانسولين سنة 1922 كعلاج لمرض السكري، واقتسم نصيبه من جائزة  نوبل العالمية مع تلميذه وشريكه في الأبحاث تشارلز بست الذي لم تشمله الجائزة بشكل رسمي لكونه كان ما زال طالباً. ونعلم جميعاً أن الأنسولين هي المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من المصابين بالسكري على قيد الحياة.

وللحديث التوعية من مرض السكري لدى الاطفال، حرص موقع "هي" على لقاء الدكتورة الإماراتية نبراس محمد القحطاني خلال فعالية عن المرض في أبو ظبي. د. القحطاني هي طبيبة أطفال اخصائية سكري وغدد صم في مشفى المفرق أبوظبي وحائزة على ماجستير في خدمات الممارسة الطبية. درست في كلية دبي الطبية وتخرجت سنة 2006 مارست مهنة الطب وتخصصت في طب الأطفال البورد العربي. طموحها في متابعة التحصيل العلمي جعلها لا تتردد للانضمام لتحصيل درجة الماجستير في التعليم السكري والعناية الطبية من كلية الشيخة فاطمة للعلوم الصحية بالتعاون مع الجامعة السويدية مالمو Malmö University، مارست مهنة الطب بالعيادة السكرية بمستشفى المفرق أحد منشآت شركة الخدمات الصحية في أبوظبي .

ما هي أعراض الإصابة بمرض السكري عند الأطفال؟

الخمول والنوم الطويل، والتبول مرات كِثيرة في وقت قصير، الشهية الكبيرة للحلوى كلها أعراض تدل على الإصابة بالمرض عند الطفل. كما أن الفحص الدوري مهم، وخصوصاً اذا كان هناك مصابون في العائلة.

حصلت على ماجستير في العناية والتعليم السكري رغبة منك في مساعدة الأطفال نفسياً للالتزام بالحمية السكرية، هل تخبرينا عن الطرق التي تتبعينها مع الأطفال ليلتزموا بالحمية؟

من الصعب على الطفل فهم المصطلحات الطبية الصعبة، ومرض السكري مرض مزمن يحتاج الى الكثير من الصبر والتفهم، والحمية هي الحل للسيطرة على المرض، لذلك رغبت بايجاد طريقة لأساعد فيها الأطفال على الإلتزام بالحمية بشكل مرح يشوبه التحدي.

أعطيت ورقة  لكل طفل كتبت عليها: "أتحداك لتخفض مستوى السكري في دمك". وكنت أتحدث الى الأطفال عن المرض وأطرح عليهم الأسئلة التي تتعلق بتطلعاتهم المستقبلية وأربطها بالتشجيع لمتابعة الحمية، مثلا: هل تريد أن تقود سيارة في المستقبل؟ حافظ على نظرك باتباعك الحمية.

أحاول دائماابتكار وسائل لتشجيع الأطفال على الإلتزام بالحمية على المدى الطويل، فأعطي الهدايا والشهادات التشجيعية الى من ينجح بالتحدي.

من المعروف بأن السمنة مرتبطة ارتباط وثيق مع الإصابة بمرض السكري، هل لديكِ طريقة نفسية تتبعينها في هذا المجال؟

بالتأكيد محاربة السمنة عند الأطفال أربطه بعبارة التحدي الأكبر،كما أهتم بهواياتهم وأشجع الأهالي لمساعدتهم على ممارسة الرياضة تحت رقابتهم لتفادي هبوط معدل السكر المفاجئ.

من الملفت بأنك كونت أسرة واعتناؤك بها لم يقف عائقاً امام اختيار الطب كاختصاص؟

لطالما كان تشجيع أبي وأمي هوالدافع لنا أنا وأخوتي على المتابعة للحصولعلى التعليم العالي، فنحن عائلة عاشقة للعلم.كان أبي يلقبني منذ صغري بالدكتورة، وأمي هي سندي الدائم متفهمة لطبيعة عملي وتساعدني رغم أنها غير متعلمة فعند دخولي الروضة أخذت الابتدائية. أنا ممتنة لهم دائماً.

ما هي مقترحاتك لتعزيز مهنة الطب في الإمارات؟

أنا كطبيبة إماراتية أتمنى الاعتناء بشكل أكبر بخريجات الكليات الطبية، فهناك أعداد متزايدة من الخريجات بحاجة للحصول علىالزمالة لتحصيل درجات أعلى في الاختصاص عن طريق التعاون مع جامعات خارجية أو إنشاء فروع لها بالإمارات، كما تكون معالجة أطفال السكري ومريض السكري بشكل عام أفضل إذا طبق مصاحبة صيدلاني مختص بالصيدلة السريرية معه ليتابع الحالة المرضية عن قرب أكثر، أيضاً يجب تفعيل جمعية الأطباء الاماراتيين بشكل أكبر.

هل لديكِ تطلعات مستقبلية للمشاركة في تعميق دور المرأة الاماراتية في المجتمع؟

أنا كطبيبة أمارس دوري من عيادتي ومع ذلك لدي طاقة كبيرة أتمنى أن أسخرها بخدمة مجتمعية.

هل تطبقين ما تنادين به من الالتزام بالرياضة و الأكل الصحي؟

أمارس الرياضة بشكل يومي وأحاول أن تكون خياراتي صحية دائماً.

ما سر الحائط المليء بالرسومات في عيادتك؟

(تبتسم) إنه حائط خصصته لرسومات الأطفال المشاركين بالتحدي لخفض معدل السكر لديهم، وهي طريقة من الطرق التي اتبعها لتشجيع الأطفال للتعبيرعن أنفسهم بالألوان حسب حالتهم النفسية. هو يشكل أملاً وسعادة لي ولهم بأننا أنجزنا امرا هاما.