هذه قواعد الاستمتاع بشيخوخة سعيدة!

الشيخوخة ليست مرضاً يتطلّب علاجاً بالادوية، بل هي ظاهرة فيزيولوجيّة تباينيّة، تستهلّ منذ ولادة الانسان، بينما الاستمتاع بشيخوخة سعيدة و ناجحة شيء ممكن بالفعل، لتزداد فرص طول العمر و التعمير بشكل سليم، باتباع القواعد اللازمة في مجال محاربة اثار الشيخوخة او تاخير الهَرَم، و التي تعتمد على محاربة العزلة، و مكافحة ظاهرة التوتّر المؤكسد، و الالتزام بحميات غذائية صحيحة، و ممارسة رياضة معتدلة.

محاربة العزلة بالرفقة و المحبة

العزلة تضر بالصحة و بالشيخوخة، و هذا ما اكدته العديد من الدراسات حتى الان، حيث العزلة قاعدة لعدة امراض كالاكتئاب الذي يقود بدوره الى عدة امراض جسدية، و لقد اثبتت الاحصائيات ان الاشخاص الذين يعيشون حياة اجتماعية ناشطة، يملكون فرص استمرار اكبر بمرتين الى 5 مرات من الذين لا يقيمون علاقات او يعيشون بعزلة، بينما التمتع بحياة علائقية ودية هو ايضا عربون طول العمر، و لا شك ان حياة الاسرة هي الاولوية هنا بيد ان الصداقة مهمة ايضا و تكملها، و ربطت عدة نظريات حديثة ما بين الحياة العاطفية و طول العمر، الى جانب المنافع الجسدية، فوجود شريك في الحياة امر ضروري و لا غنى عنه.

مكافحة ظاهرة التوتّر المؤكسد 

يعد السبب الرئيسي للتقدّم في السنّ، الا و هو عمليّة الهدم او الاجهاد و المعروف علميا بظاهرة " التوتّر المؤكسد" هو عامل تسريع الهَرَم الاهمّ، و علينا تامين كمية كافية من مضادات التاكسد لاجسامنا، و من اشهرها، مجموعة الفيتامينات  أ (A)، ج (C)، ه (E) و السيلينيوم. 

و يؤكد الخبراء على الاطعمة التي تسمى اطعمة الدماغ، التي تمارس تاثيراً ايجابياً على تركيبته و وظائفه،  اذ يحتاج الدماغ الى عدد معيّن من المواد المغذّية و المحاربة للتاكسد لكي يصون ذاته و يهرم بشكل سليم، و منها على سبيل المثال: الدهون النافعة (احماض الاوميغا-3 و6، و الاحماض الامينية)، الخضار و الفاكهة الطازجة، الحبوب الكاملة، و الاعشاب الطبيعيّة، فكل هذه الاطعمة غنية بمضادات التاكسد و حليفة الشيخوخة الصحية و السعيدة.

حميات غذائية صحيحة

اوضحت الدكتورة مها حسن داغستاني، استاذ مساعد الغدد الصماء الجزيئية بجامعة الملك سعود بالرياض، ان محاربة اثار الشيخوخة تبدا باتّباع حميات غذائية صحيحة ترتكز على تناول مختلف فئات الهرم الغذائي و انّما باعتدال، فالحمية المرتكزة على الخضار والفاكهة و البقول عوضاً عن الوجبات السريعة و المصنّعة تساهم في صيانة الشباب، كما اثبتت الدراسات و الابحاث الاخيرة في المجال دور المكمّلات الغذائية من فيتامينات و املاح معدنيّة في مكافحة اثار الشيخوخة. 

رياضة معتدلة 

تعد الرياضة المعتدلة و المنتظمة و طويلة الامد عربون عمر طويل، و احدى اهم القواعد الوقائية من الهَرَم المبكر، فالرياضة مفيدة للقدرات و الوظائف الحركيّة و المحرّكة، و تقي من ترقّق العظام، التهاب المفاصل، ارتفاع الضغط الشراييني، كما تنشّط و تصون القلب، و لقد اظهرت الدراسات بان الرياضة المنتظمة و بدون اجهاد، هي ذات منافع وقائية اكيدة ازاء تراجع القدرات المعرفية و الادراكية، و تسهّل النشاط البدنيّ و تحسّن قدرات التلقّن و الاستذكار، علما بانه لا داعي لممارسة رياضات كثيفة و مضنية بل يكفي ممارسة المشي بانتظام و ثبات بمعدّل 2 او 3 مرّات في الاسبوع، او الرياضات المقوية و الملينة للعضلات برفق كالجمباز اللطيف او السباحة الخفيفة، شرط ان تتناسب مع الحالة الصحّية.