ما حقيقة فعالية العلاجات الشعبية بتنظيف الشرايين؟!

ان انتشار استخدام الأعشاب الطبية التقليدية لدينا في العقود الأخيرة ليس امرا مستغرب الانتشار، لان الأعشاب الطبية واستخداماتها أمر شائع في جميع مناطق العالم حتى الدول الغربية المتحضرة، ولكن سهولة تداول واستعمال الطب الشعبي مع وجود خيارات واسعة من هذه العلاجات العشبية بتعدد الوصفات والخلطات، بات احدى المسارات النافذة لفتح أبواب واسعة من الأمل والفأل الحسن لدى المرضى وأهاليهم للتطبب بالأعشاب والعلاج التقليدي والخالي من التعقيدات للأدوية الكيميائية التي يتخوف منها المرضى، في ظل الادعاءات المؤكدة لفعالية بعضها في إستشفاء معظم الأمراض التي عجز الطب عن مداواتها، وللأسف فان بعض المرضى اصبحوا يعتمدون على هذه العلاجات بشكل كامل، حتى أنهم يوقفون العلاجات بالأدوية المقررة من قبل الأطباء. 

العلاجات الشعبية وتنظيف الشرايين
كان من الشائعات المنتشرة التي تم ترويجها بشكل كبير جداً مؤخراً الاعتماد على الزنجبيل وخل التفاح، لتنظيف الشرايين واذابة الشحوم والكولسترول، ومن هذه الخلطات (تناول كوب عصير ليمون وزنجبيل وثوم مع إضافة خل التفاح والعسل الطبيعي، شرب نصف فنجان من زيت الزيتون على الريق، تناول ملعقتي خل التفاح).

وقد نفى الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، هذه الشائعات، وأوضح أنه لا يوجد نوع محدد من الخضراوات والفواكه أو علاج عشبي ينظف شرايين القلب أو يذيب الشحوم والكولسترول، عند تناوله، مؤكداً عدم صحة اعتقاد الكثيرين أن علاج أمراض الكولسترول والدم يكون بتناول الأعشاب الطبيعية، ومشدداً على أنه اعتقاد خاطئ، فهناك أمراض تحتاج إلى تناول أدوية مستخلصة بنسب معينة، وأكد لاحدى الصحف المحلية أن العديد من المرضى قد ساءت أوضاعهم الصحية بتوقفهم عن العلاجات المقررة واعتماد استخدام خل التفاح والزنجبيل، وبعض الخلطات الشعبية فقط.

وشدد الدكتور النمر على أن المريض في حال رغبته في تجربه الزنجبيل ونحوه فعليه استخدامها بنسب معقولة لا تتجاوز 4 جرام، مع الانتظام في الأدوية، وأكد أن خل التفاح يعتبر من المواد الحمضية الأسيدية، وتسبب التهابا في جدار المعدة عند الإكثار من تناوله .

لا ضرر من الأعشاب!!
يُذكر بأن الكثيرين يعتقدون ان الاعشاب اذا لم يكن لها فائدة فلا ضرر منها! بينما هذا بحد ذاته خطأ كبير يقع فيه بعض المستهلكين تجاه العشب، وفقاً لما أكدته الدكتورة نوال العالم صاحبة مركز تداوي، مؤكدة ان الاعشاب علم يحتاج الى دراسة وتخصص وليس مهنة من لا مهنة له، وهذا ما يجب ان يعيه الجميع، فالأعشاب لها معايير وتركيباتها تعتمد على اسس، وفي حال وجود خطأ يمكن ان تؤدي لمخاطر صحية جمة على صحة الانسان الذي يستهلكها.

ونصحت الدكتورة العالم، بوجوب الالتزام بتعليمات الأطباء والحرص على المتابعة، و ان يعي المريض ان العلاج يستلزم فترات طويلة في بعض الأحيان، فالحرص على المتابعة والكشف يجعل المرض محاصرا بشكل كبير، وتحت السيطرة من قبل الأطباء، أما اللجوء لأعشاب وأدوية مجهولة التركيب والمحتوى، فهذا خطر جسيم، تتم مكافحته من قبل الأجهزة المختصة. أما في ما يخص الأعشاب العادية كالشاي مثلا وقهوة الشعير وغيرهما من الاعشاب فهنا ايضا يجب التنويه بضرورة استهلاكها بشكل معتدل وعدم الإسراف فيها، فلكل شيء مضاره ومنافعه.