معايير جديدة لعلاج السكري في العام الحالي وبفائدة قصوى

بحسب الاحصائيات الصادرة عن الاتحاد الدولي للسكري لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، فان عدد المصابين بداء السكري في العالم يتجاوز 415 مليون شخص، وان عدد المصابين بهذا المرض في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وحدها يناهز 35,4 مليون مصاب، مع توقع ارتفاع هذا العدد ليصل الى 72,1 مليون مصاب بحلول عام 2040. 

مليون مصاب بالسكري في الامارات
كما اشارت احصائيات الاتحاد الى ان عدد حالات الاصابة بمرض السكري في دولة الامارات تجاوز المليون حالة في عام 2015. وتدل هذه الارقام والاحصائيات على تزايد معدلات الاصابة بالسكري، والتي شهدت ايضا زيادة ملحوظة على مستوى اصابة شريحة الشباب بهذا المرض، وذلك لتوافر عدة عوامل تشمل ارتفاع معدلات السمنة والاجهاد والضغط النفسي، واتباع نمط حياة يخلو من النشاط والحركة.


وفي تعليقها على هذه الارقام، قالت الدكتورة انا بوراتين، استشارية امراض الغدد الصماء والسكري والامراض الاستقلابية في مستشفى برجيل في أبوظبي، ان داء السكري بنوعيه الاول والثاني يعتبر من الحالات المرضية الخطيرة، وذلك لانهما يزيدان من احتمال التعرض لخطر الاصابة بالعديد من المضاعفات الاخرى ابتداء من امراض القلب والاوعية الدموية والعمى وامراض الكلى ووصولا لبتر الاطراف السفلية من الجسم. 

مغايرر جديدة لداء السكري
من هنا تبرز اهمية الرعاية الصحية المقدمة للمرضى واساليب ادارة المرض بوصفهما جزء محوريا من عملية علاج السكري. ولهذا اعلنت الجمعية الامريكية للسكري عن اطلاق معايير جديدة في مجال الرعاية الطبية لداء السكري لعام 2016. 

وتهدف هذه المعايير والمبادئ التوجيهية الى مساعدة مقدمي خدمات الرعاية الصحية والمتخصصين في هذا المجال على الارتقاء بمستوى كافة خدمات معالجة ورعاية مرضى السكري. كما انها تكتسب اهمية خاصة لدورها في تعزيز قدرات مقدمي خدمات الرعاية الصحية واتاحة الفرصة امامهم للاستفادة بشكل دائم من الابحاث والخبرات والمعارف العلمية الجديدة في مجال ادارة مرض السكري.

وبحسب الدكتورة بوراتين، فان هذه المبادئ التوجيهية ستعود بالنفع والفائدة على مرضى السكري ايضا، حيث ستتيح لهم امكانية الوصول الى المعلومات المتوافرة حول المرض وافضل الطرق المعتمدة للتشخيص، بالاضافة الى التعرف على اساليب جديدة تهدف لمساعدتهم على التعامل مع السكري سواء كان ذلك على مستوى التغذية او الادوية او العوامل الاخرى المرتبطة بعلاج هذا المرض. وبالتالي، تمثل هذه المعايير خطوة هامة على صعيد الارتقاء بنوعية حياة مرضى السكري في الوقت الراهن وعلى المدى البعيد.

مجموعة توصيات
تضم المبادئ التوجيهية الجديدة جموعة توصيات لجهة طرق تصنيف وتشخيص داء السكري، وتناول مشكلة السمنة كونها احد ابرز العوامل وراء الاصابة بالسكري وكيفية علاجها، كما تركز على توفير علاجات تلبي الاحتياجات الخاصة بكل مريض، بالضافة الى توصيات حول الادارة الذاتية للسكري وطرق تثقيف المرضى وتقديم الدعم لهم.

وتركز المبادئ الجديدة على الوسائل المتاحة لعلاج صغار السن من المرضى المصابين بداء السكري، واطار محدد لعلاج المضاعفات الناجمة عن مرض السطري، بالاضافة الى توجياهت خاصة بالنساء اللواتي يعانين من السكري قبل الحمل وبعده وتوعيتهن حول المرض وكيفية ادارته.

التقنيات الحديثة
كما تم التأكيد على الدور الهام الذي تلعبه التقنيات الحديثة في مجال ادارة السكري. وتنص التوصيات الجديدة على أن استخدام جهاز مراقبة جلوكوز الدم (CGM) بجانب العلاج المكثف بالانسولين، يمثل احد الاساليب الفعالة لخفض مستويات السكر في الدم لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الأول.