تحذير: مضادات الإكتئاب قد تؤدي لزيادة خطر الإنتحار

يبدو أن دوامة الإكتئاب والنتائج الخطيرة التي تنجم عنه ما زالت مستمرة، على الرغم من ابتكار الطب للعديد من مضادات الإكتئاب التي يُفترض بها المساعدة في العلاج من هذه المشكلة الصحية الصعبة.
 
وعلى ما يبدو أيضاً أن هذه المضادات تقوم بعكس ما يُتوقع منها، بحيث أنها قد تزيد من خطر الإنتحار حسبما أفادت دراسةٌ بريطانية حديثة وتتهم هذه الدراسة شركات الأدوية بعد التبليغ عن الآثار الجانبية التي قد تنجم عن تناول هذه المضادات، وكذلك حالات الوفاة المرتبطة بالمخدرات.
 
وتضيف الدراسة التي قام بإجرائها مركز Nordic Cochrane Center وحلَلها باحثون من جامعة لندن (UCL) حول 70 مضاد للإكتئاب وشملت أكثر من 18 ألف شخص، أن أدوية الإكتئاب تزيد من خطر الإنتحار والسلوك العدواني عند الأشخاص دون سن الثامنة عشرة.
 
ويبدو أن تصريحات مجموعة من العائلات لعدة سنوات حول الأثر السلبي الذي تركته الأدوية المضادة للإكتئاب على أحبتهم بحيث دفعتهم لإنهاء حياتهم بالإنتحار، هو أكثر ما دفع الباحثين للقيام بهذه الدراسة التي نُشرت تفاصيلها في دورية British Medical Journal. وبمقارنة المعلومات المستقاة من التجارب السريرية لتقارير المرضى المصابين بالإكتئاب إكتشف الباحثون أن شركات الدواء لم تعط أية أفادة حول إمكانية أن تدفع مضادات الإكتئاب المرضى للإنتحار خلال الترويج لمنتجاتها.
 
واعتبروا أن النتائج التي توصلوا إليها مقلقةٌ ومفاجئة وأن التعاطي مع نتائج الدراسات السريرية جاء مُضلَلاً بهدف تقليل معدلات الإنتحار في النتائج النهائية.  
 
وأشارت الدكتورة جوانا مونكريف من جامعة كوليدج في لندن، أن استهلاك الأفراد في المملكة المتحدة الحالي لمضادات الإكتئاب تجاوز الأربعة أضعاف مقارنةً عما كانوا يفعلون منذ عقدين، ومع ذلك ما زالت المضاعفات الناجمة عن تناول مثل هذه الأدوية غير مفهومة تماماً بحسب د. مونكريف.  
 
وعلى الرغم من نصوص المبادئ التوجيهية ل NHS التي تقول بعدم جواز تناول من هم دون سن الثامنة عشرة لمضادات الاكتئاب، إلا أنه هناك أكثر من 100 ألف وصفة جاهزة من دواء الـ Prozac  يتناوله المراهقون.