هل آلام الدورة الشهرية تزداد سوءا مع تقدم العمر

تُعد آلام الدورة الشهرية من الأمور الطبيعية التي ترافق هذا التحول الجذري في حياة المرأة، الذي يبدأ عند سن البلوغ ويستمر لغاية سن اليأس حيث ينقطع الطمث، وذلك في سن الخمسين عند معظم النساء.

والدورة الشهرية هي عملية بيولوجية طبيعية من دورة حياة الأنثى، تحدث بشكل شهري، وتتراوح مدة دورة الطمث الكاملة ما بين 21 و35 يوماً، ولكن المتوسط الطبيعي لها 28 يوماً، بما فيها أيام الحيض (الدورة الشهرية). وتتراوح مدة الدورة الشهرية بين 3 - 7 أيام تقريباً، حيث يحدث خروج دم من المهبل نتيجة دفع الرحم للدم والأنسجة الموجودة بداخله للخارج في حالة عدم تخصيب البويضة التي أطلقها المبيضان سابقاً، واستقرت فيه.

تختبر المرأة العديد من الآلام قبل وخلال نزول الدورة الشهرية، أكثرها شيوعاً هو حدوث ألم في أسفل البطن، قد يمتد إلى الظهر أو أعلى الفخذين في بعض الحالات، وقد يكون الألم حاداً لدى بعض الفتيات، خاصة قبل الدورة الشهرية بعدة أيام. كما قد تقل حدة آلام الدورة الشهرية بمجرد نزول دم الدورة.

كما أن التقدم بالسن يريح معظم النساء من آلام الدورة الشهرية، فيما تبقى فئة منهن يعانين من تداعيات هذه الآلام خاصة في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر. وقد يترافق هذا الألم الشديد مع حالات أخرى منها اضطراب الدورة الشهرية وإفرازات مهبلية كريهة الرائحة.

هل آلام الدورة الشهرية تزداد سوءا مع تقدم العمر

الإجابة على هذا السؤال تأتي بشكل غير مباشر من خلال مجموعة من المعلومات التي أوردها موقع "هيلث شوتس" حول أسباب تفاقم آلام الدورة الشهرية مع تقدم العمر.

وهي على الشكل التالي:

• العضال الغدي: وهي حالة ينمو فيها النسيج الموجود في بطانة الرحم عند الجدار العضلي للرحم، ليتكاثف هذا النسيج كالمعتاد ويتخلص من نفسه أثناء الدورة الشهرية. لكن هذه العملية قد تتسبب في تورمالرحم ونزيف حاد عند بعض النساء بعد التقدم بالسن، ما يؤدي للشعور بألم شديد خلال الدورة الشهرية.
• الأورام الليفية: هي أورام غير سرطانية تنمو في الرحم أو حوله خلال سنوات الإنجاب للمرأة، وغالباً ما تتطور هذه الأورام نتيجة ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين في الجسم. وتتسبب الأورام الليفية عادة بألم في البطن أو أسفل الظهر بكثافة متفاوتة، كما قد تنتج عن هذه الأورام دورة شهرية أثقل من المعتاد. وتشهد الأورام الليفية تقلصاً ملموساً بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض مستويات الاستروجين.
• بطانة الرحم: المعروف أكثر بالانتباذ البطاني الرحمي، هو حالة يتواجد فيها النسيج الذي يُبطن الرحم خارجه، بما في ذلك المبيض وقناتي فالوب، ويمكن أن تؤثر هذه الحالة عند أغلب النساء خلال سن الإنجاب. ويؤدي الانتباذ البطاني الرحمي لزيادة آلام الدورة الشهرية وآلام الظهر والنزيف الشديد ومضاعفات الحمل والألم عند الذهاب إلى المرحاض.
• مرض التهاب الحوض: وهو مرض ينتج عن عدوى تصيب الأعضاء التناسلية للمرأة، مثل الرحم وقناتي فالوب والمبايض، ما يتسبب في زيادة عسر الطمث سوءًا والشعور بألم في أسفل البطن.
• الإجهاد الشديد: أحد أسباب ازدياد آلام الدورة الشهرية مع التقدم بالسن، كون الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى تعطيل مدة الدورة الشهرية، وجعل أعراض مثل تقلب المزاج وآلام الدورة الشهرية أشد بكثير، كما قد يزيد الإجهادمن كمية المواد الكيميائية الالتهابية في الجسم والتي يمكن أن تسبب آلامًا شديدة أثناء الدورة الشهرية.
• زيادة الوزن: معظم النساء اللاتي يعانين من الوزن الزائد، قد يصبحن عرضة لازدياد آلام الدورة الشهرية خاصة مع التقدم بالعمر. وتساعد بعض الإجراءات الصحية مثل إدارة الوزن وتناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية واليوغا في تجنب هذه المشكلة وتداعياتها.

في النهاية، لا يسعنا سوى التذكير بأن كل امرأة تختلف عن الأخرى بشكل جذري، وبالتالي فقد تشهد بعض النساء ازدياد حدة آلام الدورة الشهرية عند التقدم بالسن في حين تبقى أخريات بمأمن من هذه التداعيات الصحية. وعليه يجب استشارة الطبيب في حال المعاناة من آلام قوية للدورة الشهرية لتحري أياً من الأسباب المذكورة آنفاً.