ما هي أسباب ارتفاع ضغط العين الداخلي وكيف يمكن الوقاية منه

العين هي عضو أساسي وحيوي في جسم الإنسان، من خلاله يستطيع الإنسان رؤية العالم من حوله وتمييز الأشياء والتنبه لكافة المخاطر التي يمكن أن تعترض طريقه وتصيبه بالأذى.

تتعرض العين للعديد من المشاكل الصحية والأمراض التي يمكن أن تبدأ في عمر مبكر، والتي قد تكون نتيجة أسباب وراثية أو عرضية أو بسبب التقدم بالسن مثل قصر النظر وإعتام العين وغيرها، ما يؤثر بشكل سلبي على عملية الرؤية الصحية.

من هذه المشاكل، ارتفاع ضغط العين الداخلي والذي قد يُشكل خطورة كبيرة على صحة العين والنظر، فما هي أسباب ارتفاع الضغط في العين وكيف يمكن علاجه والوقاية منه؟

هذا ما نتعرف عليه سوياً في موضوعنا اليوم بناء على معلومات حصلنا عليها من الدكتورة بايمان محمد صالح، اخصائية طب العيون.

ارتفاع ضغط العين قد يسبب الغلوكوما التي تؤدي لفقدان الرؤية

ما هو ارتفاع ضغط العين الداخلي

وفقاً للدكتورة صالح، فإن ارتفاع ضغط العين الداخلي هو أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالغلوكوما أو المياه الزرقاء أو المياه السوداء. ويمكن للغلوكوما أن تؤثر سلباً على وظيفة العصب البصري ما قد يتسبب بحدوث تلف وضمور داخل العين يؤثر على مدى روية العين. وقد يزيد من احتمال فقدان النظر الدائم على المستوى الطويل خصوصاً في حال عدم علاج المشكلة منذ البداية.

وارتفاع ضغط العين الداخلي يصبح حالة شائعة عندما تصبح زاوية العين مفتوحة، ولا يكون المصاب على دراية بإصابته كونه لا يعاني من أية أعراض. ما يؤدي لتشخيص متأخر لمشكلة ضغط العين المرتفع بعد فقدان جزء كبير من الألياف العصبية وهي الأجزاء الرئيسية المكونة للعصب البصري.

وعندما تكون زاوية العين مغلقة، يحصل ارتفاع حاد ومفاجئ لضغط العين، ليشعر المريض عندها ببعض الأعراض المتفاوتة والتي تشمل:

  • ألم شديد في العين.
  • احمرار العين بشكل شديد.
  • الصداع والتقيؤ والغثيان.
  • اضطراب الرؤية.
  • ظهور هالات من الضوء في مجال الرؤية.

أما فيما يخص قياس ضغط العين، فإن القياس الطبيعي للضغط داخل العين يتراوح بين 10-21 مم زئبق مع عدم وجود ضرر على العصب البصري أو فقدان معين في مجال الرؤية. وكل ارتفاع عن هذا الحد يُعد مؤشراً لارتفاع ضغط العين الداخلي، والإصابة بالمياه الزرقاء مع تضرر العصب البصري وصعوبات الرؤية الجيدة.

ما هي أسباب ارتفاع ضغط العين الداخلي

تلخص د. صالح أسباب ارتفاع ضغط العين الداخلي بالعوامل الآتية:

  • حدوث خلل في تصريف السائل الموجود في الحيز الأمامي للعين.
  • اضطراب في القنوات يسمح للسائل بالوصول لطبقة العين الخارجية.
  • العامل الوراثي.
  • التقدم بالسن.
  • تناول بعض الأدوية بشكل مفرط ولوقت طويل.
  • تعرض العين لصدمات خارجية قوية أو الإصابة بأمراض خُلقية أو مُكتسبة، كالتهابات القزحية المتكررة، ونضوج حالة الماء الأبيض، والمراحل المتقدمة لمرض اعتلال الشبكية السكري، وأورام العين الداخلية، وانسداد الأوعية الدموية الموجودة  داخل الشبكية.

كيف يمكن الوقاية وعلاج ارتفاع ضغط العين الداخلي

تشدد أخصائية طب العيون على ضرورة زيارة طبيب العيون بشكل دوري، لإجراء الفحوصات اللازمة ومنها قياس ضغط العين وفحص قاع العين، خصوصاً بعد سن الأربعين أو من قبل الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بذات المرض من الدرجة الأولى.

مشيرة إلى أن التشخيص المبكر لارتفاع ضغط العين الداخلي يسهم في تجنب تفاقم هذه المشكلة والتأثير السلبي على صحة العين والرؤية، وبالتالي صعوبة علاجها وزيادة الكلفة المادية.

وبعدما يتأكد الطبيب من وجود ارتفاع في ضغط العين الداخلي وتشخيص مرض الغلوكوما، فإنه يطلب من المريض البقاء على تواصل وفحص العينين بشكل دوري لمتابعة حالة ضغط العين والعصب المرافق لها.

أما فيما يخص العلاج، فإن الطبيب المختص عادة ما يصف بعض القطرات المُخفضة لضغط العين يحتاج المريض لاستخدامها مدى الحياة. إضافة لبعض الأدوية والعقاقير المختلفة التي  تؤخذ عن طريق الفم أو كحقنة في العضل أو كحقن وريدية، خاصة في حالات الإرتفاع الحاد والمفاجئ لضغط العين.

وفي الحالات المتقدمة لارتفاع ضغط العين الداخلي أو الحالات التي لا تستجيب للأدوية، يعمد الطبيب لإجراءات طبية مثل الليزر أو التدخل الجراحي الذي يعمل على فتح قناة يتم من خلالها تصريف سائل العين، واستعادة التوازن الداخلي لضغط العين.