تحذير أممي من وباء السمنة الذي يسبب السرطان والوفيات

مع أن جائحة كورونا أو وباء كوفيد 19 هو الشغل الشاغل للناس منذ أكثر من عامين حتى اليوم، إلا أن هناك أوبئة وأمراضا أخرى ينبغي الحذر منها وتجنبها قدر الإمكان، كونها لا تقل خطورة عن فيروس كورونا المستجد الذي ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية أواخر العام 2019 لينتشر بعدها في أصقاع العالم.

وهناك وباء ناتج عن مرض يهدد حياة الكبار والصغار معاً على حد سواء، تحذر منظمة الصحة العالمية من تداعياته الخطيرة على الصحة مشيرة إلى أنه قد يصبح "خطراً يهدد العالم قريباً".

هذا الوباء هو مرض السمنة الذي وصلت مستوياته إلى معدلات قياسية تقارب معدلات الأوبئة في أوروبا، بحسب ما جاء على موقع "العربية.نت" نقلاً عن صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وباء السمنة يهدد صحة العالم

في تقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية، تم الكشف عن أن مرض السمنة يُسبب حوالي 200 ألف حالة سرطان و1.2 مليون وفاة سنويا. فيما أكدت دراسة حديثة هذه الأرقام، مشيرة إلى أن معدلات السمنة الزائدة والمفرطة قد بلغت مستويات قاتلة في الآونة الأخيرة، وهي في حالة ارتفاع مستمر.

وشددت المنظمة الأممية على عجز أي دولة في المنطقة، من مواكبة الأهداف التي وضعتها المنظمة يخص الأمراض غير المعدية من أجل خفض أرقام السمنة المفرطة بحلول 2025. منها دولة الإمارات العربية المتحدة التي قد لا تتمكن من تحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية لعام 2025 بشأن السمنة لدى البالغين، نتيجة لارتفاع معدلات زيادة الوزن بعد الأزمة الصحية العالمية.

وتشير آخر الإحصائيات إلى أن 95% من سكان الإمارات العربية المتحدة ازداد وزنهم في السنتين الماضيتين منذ فترة الإغلاق الأولى الناجمة عن الأزمة الصحية العالمية، أي حوالي ضعف المعدل المسجل في عام 2021.

ارتفاع معدلات السمنة ينذر بوباء عالمي

وبالنظر إلى التوجهات العالمية الحالية، فإنه من المتوقع أن يتم تشخيص إصابة واحد من بين كل 5 بالغين بالسمنة بحلول عام 2025. كما تشير التقديرات إلى أن قيمة سوق خسارة الوزن في الإمارات بلغت 856 مليون دولار أمريكي في عام 2020، ومن المتوقع أن تزداد هذه القيمة بنحو 5% بين عامي 2021 و2026.

النسبة الأولى للسمنة في أوروبا

ليست الإمارات هي الدولة الوحيدة التي تعاني من ارتفاع نسب الإصابة بالسمنة خلال العامين المنصرمين، بل أن أوروبا باتت ترزح تحت وطأة شبح زيادة الوزن المفرطة أيضاً. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة البالغين المصابين بالسمنة المفرطة في أوروبا بلغت 59%، وبين الأطفال ما دون خمسة أعوام 8%،بالإضافة إلى واحد من بين كل ثلاثة أطفال في عمر الدراسة.

وأشار التقرير الذي استعرضه كونغرس الاتحاد الأوروبي ،إلى أن أوروبا لديها أعلى نسبة من السمنة المفرطة أكثر من أي مكان في العالم عدا القارتين الأميركيتين. محذراً من ارتفاع ثابت في الوزن الزائد والسمنة المفرطة في المنطقة الأوروبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.

السمنة والأمراض الخطيرة

تجدر الإشارة إلى أن السمنة المفرطة ترتبط بعدد من الأمراض، خاصة الأنواع المرتبطة منها بالعضلات الهيكلية ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وما لا يقل عن 13 نوعا من السرطان.

ووفقاً للدكتور عصام حريراتي، أخصائي الجراحة العامة في مستشفى فقيه الجامعي، تُعد السمنة مشكلة صحية متعددة الأوجه ناتجة عن مجموعة من العوامل والمتغيرات الفردية، مثل السلوكيات والعوامل الوراثية. وتُقلل السمنة من جودة الحياة ومدتها، كما ترفع من التكاليف الطبية على المستوى الفردي والوطني والعالمي، فضلاً عن زيادة خطر الوفاة المبكرة في العديد من الحالات الشديدة للسمنة.

وإضافة لأمراض القلب والسرطان والسكري، فإن للسمنة مضاعفات خطيرة على الصحة العامة لجهة الإصابة ببعض الأمراض أو تفاقم بعضها الأخر.

ويشير الدكتور حريراتي إلى أن السمنة يمكن أن تزيد من خطر المشاكل الصحية التالية:

  • اضطرابات في الجهاز التنفسي وتوقف التنفس أثناء النوم.
  • هشاشة العظام.
  • مشاكل المرارة.
  • الإكتئاب.
  • مضاعفات الحمل مثل الإجهاض وسكري الحمل وتسمم الحمل.

والشخص المصاب بالسمنة الزائدة هو الذي يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديه BMI ما بين 25 إلى 29.9، أما السمنة المفرطة فيُصاب بها من يبلغ مؤشرهم 30 وما فوق، وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية.