9 استراتيجيات تساعد في التعامل مع القولون العصبي

تُعد متلازمة القولون العصبي أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية شيوعًا، إذ قدّرت دراسة واسعة نسبة انتشار المرض بحوالي 11.2 في المئة من سكان العالم. وقد اتخذت "المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية" من شهر إبريل شهرًا للتوعية بمتلازمة القولون العصبي، فيما أعلنت مجموعة دعم مرضى المتلازمة في العام 2019 عن يوم 19 إبريل يومًا عالميًا للتوعية بالمرض.

وقالت الدكتورة كريستين لي، خبيرة أمراض الجهاز الهضمي لدى كليفلاند كلينك، إن ثمة استراتيجيات سهلة يمكن للمرضى المصابين بمتلازمة القولون العصبي تجربتها للمساعدة في التعامل مع حالتهم المرضية. وأوضحت الخبيرة أن محفزات القولون العصبي وأعراضه تختلف من مريض لآخر، مشيرة إلى أن التعامل مع المرض قد لا يكون بالأمر السهل، وأن طريقة التعامل مع الحالة المرضية قد تختلف من وقت لآخر حتى لدى المريض نفسه. فقد يجد أحد المصابين بالمتلازمة أن طعامًا معينًا لا يُسبب في العادة أية مشاكل، يمكن أن يؤدي في يوم ما لحدوث آلام في البطن أو شعور بعدم الراحة. لكنها أشارت إلى أن تعديل العادات الغذائية وتخصيص وقت لممارسة الرياضة والحفاظ على النشاط البدني والتحكم بالإجهاد، عوامل قد تؤدي إلى تقليل حدة المرض ومباعدة تكرار نوباته الشائعة، كالإنتفاخ والتشنجات والإسهال.

وبحسب الدكتورة لي، فإن التوتر والقلق والسفر والأدوية الجديدة والعواطف السلبية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي.

استراتيجيات التعامل مع متلازمة القولون العصبي

لا يوجد علاج حتى الآن للقولون العصبي، لذلك ينصب تركيز الخبراء على مساعدة المرضى في التعامل مع الأعراض، الأمر الذي يتطلب منهم الصبر والإنضباط، بحسب الدكتورة لي، التي تنصح مرضاها بتتبع مسببات الأعراض وتسجيلها، إلى أن يبدأوا في معرفة ما يُحدث فرقًا لديهم في التعامل مع القولون العصبي.

وقالت الدكتورة لي إنه ما من نهج واحد يناسب الجميع في التعامل مع القولون العصبي، ولكن هناك 9 استراتيجيات يمكن للمرضى أن يجربوها بأنفسهم لمعرفة ما يناسبهم منها. مضيفة: "بقليل من الوقت والصبر، يمكن البدء في تحديد الاستراتيجيات التي تساعد في التخفيف من الأعراض، ومدى إمكانية تطبيقها في الواقع. كما بالإمكان استشارة الطبيب والحصول منه على مزيد من التوجيهات والنصائح".

الاطعمة الغنية بالبروتين تعالج مشكلة القولون العصبي

والاستراتيجيات التسع التي حددتها الدكتورة لي للمساعدة في التعامل مع القولون العصبي هي الآتية:

  1. تناول البروتين في كل وجبة يساعد على منع اختلالات سكر الدم التي تغذي البكتيريا الضارة في الأمعاء. ويُنصح بتناول منتجات التربية والزراعة المستدامة من الأسماك والدجاج الرومي والدجاج والمكسرات والفاصوليا والبذور والتوفو.
  2. تناول الأطعمة الغنية بالألياف، كالحبوب الكاملة والخضروات والمكسرات والبذور والفاكهة الغنية بالألياف، فالألياف تُشعر الشخص بالشبع لمدة أطول، كما أنها مفيدة للأمعاء.
  3. تناول الدهون الجيدة، مثل دهون أوميغا 3 الصحية الموجودة في السلمون والسردين وبذور الكتان والأعشاب البحرية. ويمكن للأفراد أيضًا تضمين المنتجات الحيوانية العضوية من الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب، ومنتجات الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون وزيت السمسم وزيت الجوز، مع ضرورة تجنب جميع الدهون المهدرجة، مثل المارغرين والأطعمة والزيوت والمخبوزات المصنعة، ما أمكن.
  4. تناول الفواكه والخضروات مختلفة الألوان، بما يتراوح بين 8 و10 حصص يوميًا. فالفيتامينات والمعادن والألياف والمغذيات ومضادات الأكسدة يمكن أن تساعد في محاربة العديد من الأمراض.
  5. تجنب الأطعمة المُصنعة، فالوجبات السريعة والمشروبات الغازية والعصائر السكرية ومشروبات الحمية تؤثر في التمثيل الغذائي للسكر والدهون، وتساهم السعرات الحرارية للسكر في الإصابة بالسمنة والسكري وحتى أمراض القلب.
  6. الإسترخاء بانتظام، عبر ممارسة التأمل أو التنفس العميق أو اليوغا يوميًا، فيمكن أن يؤدي خفض مستويات التوتر إلى تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي ومنعها من التهيج، بجانب العديد من الحالات الصحية الأخرى التي تحدث عندما يكون الجسم في حالة إجهاد مستمرة.
  7. التركيز على النوم السليم، فالحرمان من النوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن والإكتئاب والتعب المزمن وتفاقم الألم وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وطائفة من المشاكل الأخرى. ويجب أن ينعم البالغون بما بين 7 و8 ساعات من النوم المريح كل ليلة.
  8. ممارسة الرياضة يوميًا، إذ يمكن أن تساعد التمارين اليومية، حتى مجرد المشي لمدة 30 دقيقة، على منع مشاكل صحية لا حصر لها. وبإمكان المريض تحدي نفسه بالتدريب المتقطع عالي الكثافة أو تدريبات القوة باستخدام الأوزان أو أحزمة المقاومة. ويجب أن يحرص الشخص على إجراء التمرين لمدة تتراوح بين 30 و40 دقيقة، ثلاث مرات أو أربع في الأسبوع.
  9. تناول البروبيوتيك قد يفيد الأمعاء، فيمكن تجربة المكملات التي تحتوي على سلالات متنوعة من البكتيريا الجيدة مثل العصيات اللبنية، مع ضرورة البدء ببطء وملاحظة رد فعل الجسم، كما أن الأطعمة المُخمرة، كمخلل الملفوف أو الزبادي أو الميسو أو الكيمتشي غنية بالبروبيوتيك.

وأكدت الدكتورة لي أهمية استشارة الطبيب إذا اشتبه الشخص في إصابته بمرض القولون العصبي، حتى مع إمكانية شروعه في تجربة هذه الاستراتيجيات بنفسه. فالإستشارة المختصة تسمح للطبيب باستبعاد التشخيصات المحتملة الأخرى، من خلال تحاليل البراز والدم وتنظير القولون، كما يمكن للطبيب والمريض العمل معًا لتحديد السبب الجذري للأعراض والبحث في خيارات العلاج والوجبات الغذائية المناسبة.