هل أدوية الحموضة تساعد في مواجهة أعراض فيروس كورونا

هل أدوية الحموضة تساعد في مواجهة أعراض فيروس كورونا، منذ اليوم الأول لظهور الفيروس التاجي في الصين منذ حوالي 3 أعوام والعلماء والأطباء عاكفون على دراسة واكتشاف كافة الأدوية واللقاحات التي تساعد في الوقاية من عدوى فيروس كورونا، وكذلك في علاج أعراض كورونا في حال الإصابة بالعدوى.

من بينها دراسة قام بها باحثون في الولايات المتحدة الأمريكية، أظهرا أن تناول أدوية الحموضة ليس بالقدر الكبير المتوقع منه في مواجهة أعراض فيروس كورونا كما كان يأمل الباحثون.

فما هي تفاصيل هذه الدراسة التي تحدث عنها موقع "يونايتد برس إنترناشونال" الأمريكية؟ وهل هناك أدوية مفيدة في مواجهة أعراض فيروس كورونا؟ هذا ما نستكشفه سوياً في موضوعنا اليوم.

هل أدوية الحموضة تساعد في مواجهة أعراض فيروس كورونا

بحسب الدراسة التي شملت 55 مشاركاً، فإن تناول الأدوية الشائعة المستخدمة دون وصفة طبيب لعلاج الحموضة، أقل فعالية في مواجهة أعراض فيروس كورونا على الرغم من الأمل الذي أظهرته في مواجهة عدوى فيروس كورونا في بدايات الجائحة.

وأشار تقرير الدراسة أن عقار فاموتيدين، وهو المكون النشط في دواء الحموضة الشائع "بيبسيد"، قد يؤدي لبعض التحسن لدى لمرضى الذين يعانون من عدوى كورونا الخفيفة أو المعتدلة. لكن الفائدة كانت أفضل بشكل بسيط مما لوحظ عند المشاركين الذين تم إعطاؤهم دواء وهمياً.

وقد أظهرت الدراسة، انخفاضاً بنسبة 50% لدى المشاركين الذين تناولوا "فاموتيدين" بعد 8.2 يوماً، في حين شهد الأشخاص الذين عولجوا بدواء وهمي انخفاضاً بعد 11.4 يوماً. وقال توبياس جانوفيتز، الباحث الرئيسي في الدراسة: "وجدنا أن فاموتيدين آمن عند استخدامه بجرعات عالية، كما نرى أدلة على أنه يحسن تعافي المرضى الذين يعانون من أعراض من سلالات متنوعة من كورونا، ونأمل أن توجه نتائج هذه الدراسة التجارب المستقبلية الضرورية لاعتماد فاموتيدين كعلاج لمواجهة أعراض كورونا".

إقتناع أقل بنتائج هذه الدراسة

لكن بعض الآراء جاءت مغايرة لهذا التأمل الذي عبر عنه جانوفيتز، منها إظهار الدكتور كارلوس ديل ريو، الرئيس المنتخب لجمعية الأمراض المعدية الأمريكية، اقتناعاً أقل بنتائج الدراسة.

وينضح إلى ديل ريو ويليام شافنر، خبير الأمراض المعدية ومستشار اللقاحات لدى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في التشكيك بجدوى إجراء تجربة سريرية أكبر باستخدام فاموتيدين كعلام لأعراض فيروس كورونا كما يفكر الباحثون العاملون على الدراسة. ويقول كلا الخبيرين أن لا جدوى يمكن جنيها من إنفاق المال على تجربة أكبر، في حين أن هناك خيارات أفضل لعلاج أعراض فيروس كورونا منها الأقراص المضادة للفيروس التي تنتجها شركتا "فايزر" و"ميرك".

هل هناك أدوية لمواجهة أعراض فيروس كورونا

يشير الدكتور دانييل دي سيمون من "مايو كلينك" إلى وجود بعض الأدوية التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ومنها دواء ريمديسفير المضاد للفيروسات لمعالجة مرضى كوفيد 19 البالغين، والأطفال بعمر 12 سنة أو أكثر. كما يوصف ريمديسيفير لمصابي كورونا الذين تتطلب حالتهم دخول المستشفى، ويُعطى للمريض من خلال إبرة تدخل في الجلد عن طريق الوريد.

والدواء الآخر الذي حاز موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الإستخدام الطارئ، باريسيتينيب (Olumiant) لعلاج أعراض فيروس كورونا في بعض الحالات، وهو الدواء المستخدم عادة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي. ويبدو أن باريسيتينيب يعمل على محاربة مرض كوفيد-19 عن طريق الحد من الإلتهاب، وإحداث نشاط مضاد للفيروسات. وتنص إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أنه يمكن استخدام باريسيتينيب لعلاج الأشخاص الذين دخلوا المستشفى ويحتاجون لاستخدام أجهزة تنفس إصطناعية أو إلى أكسجين إضافي إثر إصابتهم بكوفيد 19.