جينات الحظ ودورها في حماية الإنسان من الأمراض

كثيراً ما نسمع عبارة "إنه محظوظ بجيناته" كتعبير عن قدرة البعض على تناول ما يريدون من طعام دون أي زيادة في الوزن، أو التمتع بصحة جيدة على الدوام دون التعرض لأية أمراض أو مشاكل صحية، وآخرها التعرض لعدوى فيروس كورونا إذ يبدو أن البعض لديهم "جينات حظ" تجعلهم في منأى عن الإصابة بهذا الفيروس.

والحقيقة أن هذا التعبير صحيح بعض الشيء، بحسب ما كشف عنه خبراء في الصحة. فالبعض قد يعاني من السمنة لكنه يتمتع بصحة جيدة بشكل كبير، فيما يعاني آخرون من العديد من الأمراض التي تؤثر على حياتهم بشكل كبير مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

جينات الحظ في الحالات المرضية

جينات الحظ ودورها في حماية الإنسان من الأمراض

هذا ما كشف عنه علماء الوراثة، مشيرين إلى أنه وعلى الرغم من أن جميع الأشخاص المصابين بالسمنة لديهم القليل أو الكثير من الكيلوجرامات المشتركة، إلا أنه يمكن أن يكون لدى شخصين نفس مؤشر كتلة الجسم لكن بكميات مختلفة جداً من الدهون.

ونقل موقع "العربية.نت" عن موقع "سيانس ديلي" العلمي، تأكيد العلماء أن الدهون المخزنة تحت الجلد هي أقل ضرراً من الدهون المتراكمة والمخزنة حول أعضاء الجسم مثل الكبد والقلب. وتعمل الجينات التي نولد بها على تحديد كيفية ومكان تخزين هذه الدهون.

ما يعني إمتلاك البعض ل "جينات دهنية سيئة الحظ" بحسب تعبير الدكتورة هنية ياغوتكار، محاضرة في العلوم الحيوية بجامعة برونيل لندن التي قادت البحث حول هذا الموضوع، مشيرة إلى أن "بعض الناس لديهم جينات دهنية سيئة الحظ، مما يعني أنهم يخزنون مستويات أعلى من الدهون في كل مكان، بما في ذلك تحت الجلد والكبد والبنكرياس".

وأشارت الخبيرة البريطانية إلى أن هذا الأمر "مرتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض مثل مرض السكري من النوع الثاني"، ولفتت إلى أن "البعض أكثر حظاً، إذ لديهم جينات تؤدي لارتفاع الدهون تحت الجلد فقط فيما تبقيها منخفضة في الكبد".

نتائج البحث

خلال العمل على البحث، عمل فريق الباحثين على استخدام تقنية تُعرف بإسم Mendelian Randomization أفضت نتائجها إلى أنه من بين 37 مرضاً تم اختبارها، هناك 12 مرضاً بما في ذلك مرض الشريان التاجي والسكتة الدماغية ومرض السكري، مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالجينات التي تحدد ما إذا كان الشخص مصاباً أم لا بـ"السمنة المواتية" Favorable Adiposity.

في حين يمكن الجزم أن 9 أمراض لم يكن لها علاقة بالسمنة، حدثت على الأرجح جراء حمل الكثير من الوزن في الجسم، ومنها الإصابة بتجلط الأوردة العميقة أو الركبة المصابة بالتهاب المفاصل.

خطر السمنة على الصحة

خطر السمنة على الصحة

لكن هذه النتائج لم تمنع الباحثين من التحذير من خطر السمنة على صحة الإنسان، بغض النظر عمل إذا للشخص سمنة مواتية أو غير مواتية. ولفت الباحثون إلى أنه حتى لدى الأشخاص الذين يتمتعون بسمنة مواتية، مستويات عالية من الخطر للإصابة بأمراض أخرى  مثل حصى المرارة والربو عند البالغين والصدفية.

كما وجد الباحثون أن بعض الأمراض الأخرى التي كان يُعتقد سابقاً أنها مرتبطة بوزن الشخص مثل مرض ألزهايمر، لا علاقة لها بذلك.

ولفت الباحثون إلى أن هذه النتائج ستساعد الأطباء على تحديد ما إذا كان ينبغي إستهداف الآثار السلبية لسمنة شخص ما، أو محاولة حملهم على التخلص من بعض الكيلوجرامات فقط.

وأوضح البروفيسور تيموثي فرايلينج، أستاذ علم الوراثة البشرية في جامعة إكستر، أن هناك العديد من العلاجات التي يمكنها المساعدة على خفض مستويات الدهون المرتفعة في الدم وحول الأعضاء التي لا تؤثر على الوزن الزائد الذي يحمله الشخص.