تشديد على أهمية الفحوصات الدورية للوقاية من أمراض العيون الشائعة

بحسب الوكالة الدولية للوقاية من العمى، قدَر عدد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في البصر في الإمارات في العام 2020 بنحو600,000  شخص ومن بين هؤلاء المرضى، كان هناك نحو27,000  شخص من المصابين بالعمى.

وقد أكد أخصائيون في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أن عدداً كبيراً من الأشخاص في دولة الإمارات يعانون من العديد من الأمراض الشائعة للعيون، مثل الجلوكوما واعتلال الشبكية السكري، إلا أنهم غير مدركين بأنهم مصابون بهذه الأمراض. وهذا النقص في الوعي يؤدي مع مرور الوقت إلى التأثير سلباً على مستوى الإنتاجية سواء في المدرسة أو مكان العمل، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى اضطرار الشخص للتقاعد مبكراً نتيجة التدهور السريع للإبصار مع التقدم في السن.

وتُعد أمراض الجلوكوما أو (المياه الزرقاء)، واعتلال الشبكية السكري، وإعتام عدسة العين أكثر أمراض العيون انتشاراً بين البالغين في دولة الإمارات، بينما يعتبر الغمش (كسل العين) والأخطاء الإنكسارية من المشاكل الشائعة للعين بين فئة الأطفال في سن المدرسة، في حين أن مرض القرنية المخروطية قد يصيب الأفراد في كلا الفئتين.

وقال الدكتور سكوت د. سميث، رئيس معهد العيون في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "يتمثل الاعتقاد الخاطئ في أن الناس يتجنبون الذهاب إلى الطبيب وإجراء فحوصات العين لأنهم يعتقدون أنهم يعرفون بالفعل ما إذا كانوا يعانون من مشاكل خطيرة في الرؤية. ويشجع مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي الناس على حماية أبصارهم من خلال الإلتزام بإجراء الفحوصات السنوية للعين واعتماد أسلوب حياة صحي أكثر".

مشيراً إلى أن معظم الناس لا يكونون قلقين حول مشاكل العين إلى أن تصبح الرؤية لديهم ضبابية وغير واضحة. وفي بعض الأحيان، لا يمكن علاج الضرر الذي حدث بالفعل. ويمكن أن تساعد الزيارات المنتظمة لطبيب العيون لفئات عمرية معينة ومجموعات محددة من المرضى في الوقاية من هذه المشكلة والسماح لهم بعيش حياة أفضل وأن يكونوا أكثر إنتاجية لفترة أطول.

عدد كبير من سكان الامارات يعانون من امراض العيون

إدارة وعلاج أمراض العيون

أوضح الدكتور سميث أن هذه البيانات تقدم رسالة واضحة مفادها أن هذه الأمراض يمكن علاجها وإدارتها من قبل المريض لمنع أو إبطاء تقدم ضعف البصر وفقدانه، وذلك عندما تُكتشف مبكراً. ويمكن أن يحدد الفحص السنوي الشامل للعيون بإشراف طبيب مختص خطر الإصابة بأمراض العين. ويمكن للطبيب المختص بعد ذلك أن يوصي بخطة للوقاية والعلاج بناءً على عمر المريض ونمط حياته وتاريخه العائلي.

ونوّه الدكتور سميث إلى أن الفحص البسيط للرؤية، خاصة بعد سن الأربعين، لا يُعد كافياً لاكتشاف المشاكل الأساسية لصحة العين، بل يجب على المرضى إجراء فحص سنوي شامل يتضمن فحص موسّع لحدقة العين، واختبار حدة البصر وحركة العين، واختبار ضغط العين للتأكد من عدم وجود مياه زرقاء (الجلوكوما)، فضلاً عن إجراء فحص المصباح الشقي للتأكد من عدم إصابة العين بأمراض مثل إعتام عدسة العين واعتلال الشبكية السكري.

وأضاف: "يمكن أن يساعد إجراء الفحص الشامل للعين في اكتشاف ليس فقط معلومات حول صحة العين لدى المريض، وإنما أيضاً المشكلات الصحية الأخرى غير المكتشفة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وأمراض المناعة الذاتية وحتى بعض أنواع مرض السرطان. ومن المهم جداً التأكد من زيارة طبيب أخصائي ضمن فريق متعدد التخصصات من أجل اتباع نهج شامل في العلاج".

لافتأ إلى ضرورة التزام الأفراد باتباع نمط حياة صحي لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض العيون، حيث أن النظام الغذائي السيئ وقلة ممارسة التمارين الرياضية وأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين جميعها عوامل يمكن أن تؤثر سلباً في صحة العينين بالطريقة ذاتها التي تؤثر فيها على صحة القلب. وقد أظهرت بعض الدراسات أيضاً أن الإجهاد التأكسدي (عدم التوازن بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة) الناجم عن التدخين، يمكن أن يتداخل مع شفافية العدسة ويؤدي إلى إصابة العين بمرض الضمور أو التنكس البقعي.