الدكتور محمد الجعبري لـ"هي": اضطراب نبضات القلب يؤثر على أعضاء عدة للجسم

إن أية نبضة غير عادية أو في غير وقتها تُعد اضطرابًا في نظم القلب، حيث قد يكون اضطراب النظم مصحوبًا بنظم غير طبيعي في القلب أي نبض سريع ويسمى اضطراب النظم التسرعي، أو نبض بطيء ويسمى اضطراب النظم البُطئي. وتشكل اضطرابات النظم أحد الأسباب الشائعة جدا للإستشفاء أي تنويم المرضى في المستشفى.

وبحسب الدكتور محمد الجعبري، إستشاري أمراض القلب في معهد القلب والأوعية الدموية بمستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، تحدث اضطرابات نظم القلب أو عدم انتظام ضربات القلب نتيجة مجموعة متنوعة من الحالات الطبية الناتجة عن حالات مرضية عدة والتي تؤثر على أعضاء متعددة في جسم الإنسان مثل القلب.

وتشمل هذه العوامل الشيخوخة أو اضطرابات الغدة الدرقية. وقد تكون اضطرابات نبضات القلب مرتبطة بأمراض معينة تؤثر على القلب ونظامه الكهربائي، مثل أمراض القلب الصمامية أو اعتلال عضلة القلب. كما قد تؤثر اضطرابات نظم القلب الأخرى بشكل خاص على النظام الكهربائي للقلب بطريقة منعزلة مثل تسرع القلب فوق البطيني أو الإنقباضات البطينية المبكرة مجهولة السبب. 

الدكتور محمد الجعبري ل"هي": إضطراب نبضات القلب يؤثر على أعضاء عدة للجسم

وتلعب العوامل الوراثية دوراً رئيساً في اضطرابات نُظم القلب، حيث يرتبط مرض الشريان التاجي، والذي يُعد أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لاضطرابات نظم القلب بشكل كبير بعوامل وراثية وجينية، وترتبط العوامل الأخرى الأقل شيوعاً لعدم انتظام ضربات القلب بشكل مباشر بوراثة طفرات جينية معينة.

وأكثر الأشخاص عرضة للإصابة باضطراب ضربات القلب، هم الذين يعانون مسبقاً من أمراض القلب مثل مرض الشريان التاجي أو اعتلال عضلة القلب، إضافة إلى المرضى الذين لديهم عوامل خطر تتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل العمر والسكري وارتفاع ضغط الدم وفرط شحميات الدم والسمنة والتدخين.

ما هي أعراض اضطرابات ضربات القلب

قد تحدث أعراض اضطرابات نُظم القلب نتيجة تسارع معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي والتي يشعر بها المريض عادة على شكل إحساس مفاجئ بتزايد ضربات القلب أو الخفقان في الصدر والتي قد تكون لفترات قصيرة أو طويلة، وقد تحدث دون أي سبب أو عامل تحفيز محدد بحسب الدكتور الجعبري.

مضيفاً أن الخفقان قد يكون غير منتظم في الطبيعة أو يعطي إحساساً بانتفاض أو رفة القلب. وفي بعض الأحيان قد تصاحب هذه الأعراض شعور المريض بضيق في التنفس، أو ضيق في الصدر، أو دوار شديد أو حالة إغماء. 

ما هي أعراض اضطرابات ضربات القلب

وقد يظهر بطء ضربات القلب على شكل أعراض مثل الإرهاق الشديد أو ضيق في التنفس عند المجهود ، أو دوار شديد أو نوبات إغماء. إضافة إلى ذلك، من الممكن أيضاً حدوث بعض اضطرابات ضربات القلب بدون أي أعراض، وغالباً ما يتسبب أحد الأشكال الشائعة لعدم انتظام ضربات القلب والمسمى الرجفان الأذيني، في شعور المريض بتسارع نبضات القلب بشكل غير منتظم أو برفة القلب، وقد تؤدي مثل هذه الحالات لإصابة المريض بسكتة دماغية لا سيما أولئك الذين يعانون من عوامل خطر مثل العمر وأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم.

كيفية علاج بطء ضربات القلب

يعتمد علاج بطء ضربات القلب على الحالة الطبية الكامنة للمريض وعمره، إضافة إلى الأعراض التي يعاني منها، وما إذا كان إيقاع القلب البطيء يشكل خطراً على حياته أم لا. 

فقد يعاني بعض المرضى مثل الرياضيين من بطء معدل ضربات القلب نتيجة حالة اللياقة للقلب والأوعية الدموية ولا يحتاجون لأي علاج، فيما يحتاج المرضى الأكبر سناً الذين يعانون من بطء في معدل ضربات القلب أو المرضى الذين يعانون من أمراض في القلب، حيث لا يمكن معالجة العامل المسبب للحالة خاصة أولئك الذين تظهر عليهم أعراض شديدة عادة، إلى زراعة جهاز لتنظيم ضربات القلب، وهو عبارة عن جهاز صغير يُزرع تحت جلد الكتف من خلال شق صغير يبلغ طوله حوالي 4 سم، ويتم توصيل الجهاز بالقلب عن طريق أسلاك تُزرع في القلب عن طريق الأوردة. 

ويمكن أيضاً توصيل جيل جديد من أجهزة تنظيم ضربات القلب الصغيرة بحجم كبسولة الدواء إلى القلب من خلال شق صغير في الفخذ للمرضى المؤهلين. ويعمل جهاز تنظيم ضربات القلب عن طريق الإستشعار المستمر للنشاط الكهربائي للقلب وتوصيل نبضات كهربائية صغيرة لا يشعر بها المريض لتحفيز القلب على النبض إذا كان ضرباته بطيئة.

مخاطر جهاز تنظيم ضربات القلب في سن مبكرة

يشير الدكتور الجعبري إلى أن أجهزة تنظيم ضربات القلب تعد آمنة للغاية، وعادة ما تستمر لعقد من الزمان أو أكثر، وينبغي وقتها استبدال "الجزء المولد للطاقة" من الجهاز بمجرد نفاده عن طريق إجراء بسيط. وينخفض معدل الخطر لمثل هذا الإجراء جداً إلى حوالي 1٪. 

وبالنسبة للمرضى الذين يحتاجون أجهزة تنظيم ضربات القلب، فإن فائدة الجهاز في خفض الأعراض أو منع تفاقم حالة المريض أعلى بكثير من معدل الخطر المرتبط بمثل هذه العملية. 

وبالرغم من أنه من غير المعتاد أن يحتاج المرضى الأصغر سناً لأجهزة تنظيم ضربات القلب، إلا أن بعض المرضى الذين يعانون من أمراض القلب الخلقية يحتاجون لزراعة جهاز تنظيم ضربات القلب في سن مبكرة. ويتمثل الخطر الرئيسي لدى هؤلاء المرضى في إمكانية إصابتهم لبعض الإلتهابات بعد عدة سنوات من زراعة الجهاز، ما يتطلب إزالة الجهاز، والذي قد يؤدي بدوره إلى مضاعفات خطيرة. ومع ذلك، يمكن تنفيذ مثل هذه العمليات بدرجة عالية من الأمان بمساعدة خبراء طبيين متمرسين. 

وتتمثل مصادر القلق الأخرى لدى المرضى الذين يجرون زراعة لأجهزة تنظيم ضربات القلب في سن مبكرة في أن مكونات الجهاز على الرغم من موثوقيتها للغاية، إلا أنها يمكن أن تبدأ بالتدهور بعد نحو 20 عاماً، ما يتطلب إعادة زراعة جهاز جديد أو مراجعة وظائف الجهاز القديم.