خبيرة تؤكد: 90% من أمراض القلب يمكن الوقاية منها

تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية سببًا رئيسًا للوفاة في جميع أنحاء العالم، إذ أودت بحياة 17.9 مليون شخص في العام 2019، وحدثت ثلاثة أرباع هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وقد نجمت 85% من هذه الوفيات عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية، التي تحدث بسبب مجموعة من عوامل الخطر تشمل العادات الغذائية غير الصحية وقلّة النشاط البدني والتدخين وإدمان الكحول والتلوُّث.

وقالت الدكتورة ليزلي تشو، رئيس قسم الوقاية من أمراض القلب والأوعية وإعادة التأهيل القلبي الوعائي في كليفلاند كلينك، إنه يمكن الوقاية من أمراض القلب بنسبة 90% موضحة أن بوسع أي إنسان في أي مكان حول العالم أن يقي نفسه من أمراض القلب، لا سيما عن طريق تناول الأطعمة منخفضة الملح والكوليسترول، وممارسة الرياضة بانتظام، والامتناع عن التدخين. وأضافت: "حتى إذا كان لدى الشخص تاريخ عائلي من الإصابة بأمراض القلب، سيظل بإمكاننا الوقاية من أمراض القلب، وحتى علاجها، بفضل التقدم الطبي المذهل".

وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع الإحتفال باليوم العالمي للقلب، الموافق 29 سبتمبر من كل عام.

الوقاية من أمراض القلب تبدأ من عمر مبكر

وأكدت الدكتور تشو أهمية الشروع في الوقاية من أمراض القلب بدءًا من مرحلة الطفولة، بإجراء فحوصات الكوليسترول في سن مبكرة ابتداء من السابعة للاطمئنان على صحتهم، قائلة إن الهدف يكمن في عدم جعل الأطفال يبدأون في تناول أدوية الكوليسترول في هذه السن المبكرة، ولكن جعلهم يفكرون في أهمية اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام. وأضافت: "يظن الناس بأن أمراض القلب مشكلة خاصة بكبار السن، ولكن الوقاية منها يجب أن تبدأ في مرحلة الطفولة".

وتوصي الإرشادات الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية، بأن يبدأ الشخص بإجراء فحوصات ضغط الدم في سن العشرين، وأن تُجرى هذه الفحوص كل عام، إذ يزيد ارتفاع ضغط الدم من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، ولكن لا تظهر على الشخص في العادة أية أعراض لارتفاع ضغط الدم، ومن هنا جاءت الحاجة إلى قياسه للتأكد من حدوثه.

كذلك يجب أن يخضع الشخص لفحص الكوليسترول مرة كل 5 سنوات على الأقل، وأكثر من ذلك في حال كان لديه أحد عوامل الخطر. كما ينبغي تقييم مؤشر كتلة الجسم لمعرفة ما إذا كان الشخص يتمتع بوزن صحي، فضلًا عن فحص مستويات السكر في الدم لمعرفة ما إذا كان معرضًا لخطر الإصابة بمرض السكري، الذي قد يكون أيضًا عامل خطر يساهم في الإصابة بأمراض القلب.

عوامل الخطر عند النساء

وأضافت الدكتورة تشو أن لدى النساء عوامل خطر إضافية، مشيرة إلى ما يدعى "فجوة السنوات العشر بين الجنسين"، وأوضحت: "تميل النساء إلى الإصابة بأمراض القلب في الستينيات من العمر، مقارنة بالرجال الذين يصابون بها في الخمسينيات من العمر، وذلك بسبب هرمون الأستروجين، لكن الإصابة بالسكري تقضي على هذه الفجوة. كذلك يُعد ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أثناء الحمل من عوامل الخطر الرئيسة للإصابة المبكرة بأمراض القلب. أما من يعانين اضطرابات المناعة الذاتية، كمرض السكري من النوع الأول والتصلب المتعدد والذئبة، فمعرضون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بأمراض القلب، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن 80% من المصابين بأمراض المناعة الذاتية هم من النساء".