فيروس كورونا قد يتحول لأنفلونزا عادية بشرط واحد

بعد التصريحات الصادمة التي طالعتنا بها منظمة الصحة العالمية منذ عدة أيام، والتي تحدثت عن بقاء فيروس كورونا معنا للأبد وأنه سوف يتطور مثل فيروسات الإنفلونزا الجائحة، كما سوف يتطور ليصبح أحد الفيروسات الأخرى التي تؤثر علينا، بحسب ما أعلن الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية.

فإن الأنظار تتجه حالياً نحو اللقاحات، التي يبدو أنها الفاصل بين بقاء جائحة كوفيد-19 على خطورتها الحالية وبين تحولها لمجرد إنفلونزا عادية. وهو مأ أكد عليه العديد من علماء الأوبئة الذي أشاروا إلى أن التطعيم بشكل فعال هو الشرط الأساسي لتحول فيروس كورونا الحالي بمتحوراته الشديدة، إلى إنفلونزا عادية.

فما هي تفاصيل هذا التأكيد، وكيف يسهم التطعيم في تحويل جائحة كبيرة مثل فيروس كورونا إلى مرض موسمي يمكن الوقاية منه بأخذ اللقاحات الضرورية؟

فيروس كورونا قد يتحول لأنفلونزا عادية بشرط  التطعيم

هذا ما صرح به عدد من علماء الأوبئة والفيروسات، مشيرين لإمكانية تحول وباء كورونا إلى إنفلونزا عادية بشرط تحقيق التطعيم التام في معظم دول العالم.

ونقل موقع "العربية.نت" عن العلماء قولهم أن كورونا قد يصبح مرضاً روتينياً مثل الإنفلونزا أو نزلات البرد مع الوقت والجهد الذي تبذله الحكومات والمؤسسات الطبية والصحية لجهة تطعيم أكبر نسبة ممكنة من السكان حول العالم. مشيرين في الوقت ذاته للإنتشار المخيف الذي يشهده متحور دلتا وأعداد المصابين المرتفعة في المستشفيات، والذي يوضح أهمية اللجوء بكثافة أكبر للقاحات.

وتحدث العلماء عن أن الفيروس قد يتصرف في نهاية المطاف كمرض روتيني، لكن الوصول لهذه المرحلة سيكون صعباً، خصوصاً بعد مرور أكثر من 20 شهراً على ظهور الوباء، ما يحتم على الناس ضرورة تغيير تفكيرهم تجاه هذا المرض، واللجوء للتطعيم كأفضل وسيلة للوقاية وتخفيف حدة وباء كورونا.

متحور دلتا زاد اعداد الاصابات بكورونا

وجاء "متحور دلتا" ليؤكد كذلك على أن التخلص من فيروس كورونا بشكل نهائي هو أمر شبه مستحيل، كونه سريع العدوى والإنتشار وقد أدى لارتفاع الإصابات بالفيروس في جميع أنحاء العالم. ويعد متحور دلتا من أكثر الأمراض المعدية انتشاراً، ويركز بشكل أساسي على غير الملقحين ويهاجمهم بطريقة شرسة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وأكدت كاترين أونيل، كبيرة المسؤولين الطبيين في المركز الطبي الإقليمي في لوس أنجلوس، أن فيروس كورونا لن يتركنا أبدًا، مستشهدة بما تعانيه المستشفيات يومياً من ارتفاع أعداد الإصابات بسبب متحور دلتا على وجه الخصوص.

كورونا ومتغيرات أشد فتكاً أو عدوى

من جهة أخرى، يبحث العلماء في معرفة ما إذا كان فيروس كورونا سيشكل متغيرات جديدة أكثر فتكا أو أكثر عدوى، وكيف يمكن أن ينتهي الوباء. ووجدوا أن السيناريو الأفضل لهم أن يصبح المستجد مرضاً روتينياً مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا، وليس سبباً لدخول المستشفيات والوفيات الجماعية.

كما قد يصبح فيروس كورونا مرضاً يقوم الأطباء بعلاجه بأعراضه المعروفة من الجميع اليوم، مثل السعال والحمى واحتقان الحلق. وهو السيناريو الثاني الذي وضعه العلماء مشيرين لاضطرار الناس للتطعيم بانتظام كون الجائحة باقية ولن تتركنا أبداً. كما لفتوا إلى أن حصول الناس على مناعة جماعية قد يجعل كورونا خفيفاً بشكل كبير، فيما يبقى الخطير شديداً على أصحاب المناعة الضعيفة مثل كبار السن أو من يعانون من نقص المناعة.

من ناحية أخرى، أوضح أحد الخبراء أن فيروس كورونا يمكن أن يستقر في نهاية المطاف ولن يتغير، لكن السنوات القادمة قد تشهد مزيداً من المتغيرات ما يدفع الحكومات والسلطات الصحية للعب "لعبة القط والفأر" من خلال مواجهة هذه المتغيرات بجرعات معززة من اللقاحات.