تغيير نمط الحياة لمحاربة سمنة الشباب في الامارات

وفقاً لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، فإن انتشار السمنة بين الفتية والشباب بين 5 سنوات و17 سنة في دولة الإمارات العربية المتحدة، قد بلغت 14.45 بالمائة، في سنة 2018.

ويقول خبراء الصحة في مستشفى "كليفلاند كلينيك أبوظبي، إن سهولة الحصول على الوجبات السريعة العالية السعرات الحرارية، وانخفاض الساعات المخصصة للنشاط البدني، يسهمان في الزيادة المقلقة في معدلات الوزن والسمنة بين الشباب في دولة الإمارات.

وقد لاحظ الأطباء زيادة، خلال العام الماضي، في عدد المرضى الذين يبحثون عن علاجات طبية وجراحية لإنقاص الوزن، حيث أجروا 450 جراحة من جراحات السمنة في العام 2020. وكان أصغر مرضى البرنامج تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 سنة.

زيادة اعداد الشباب المصابين بالسمنة في الامارات

سهولة الحصول على الوجبات السريعة تزيد من السمنة عند الشباب

يقول الدكتور جافيد رزا، طبيب استشاري وجراح في معهد أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى "كليفلاند كلينيك أبوظبي": "توجد العديد من الأدلة التي تشير إلى أن معدل زيادة الوزن والسمنة يظل مرتفعاً ارتفاعاً مزعجاً في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومما يزيد القلق هو أن هذا العدد يبدو وكأنه في ازدياد مضطرد بين الفتية والشباب."

ويواصل الدكتور جافيد قائلاً: "في حين تظل الزيادة في عدد المرضى المقدمين على برنامج السمنة علامة من علامات الوعي بأنهم في حاجة إلى استعادة صحتهم وعافيتهم، إلا أنها كذلك تظل مؤشراً على حجم المشكلة، وهي مشكلة تحتاج حلاً، وهذا الحل يكون من خلال تثقيف المجتمع، ونشر الوعي بين أبنائه."

ويقول الدكتور رزا: " لقد أضافت سنة 2020 تحدياً جديداً، ألا وهو الدراسة من المنزل، وهذا معناه تناقص فرص الأنشطة التي تؤدى خارج المنزل، فضلاً عن الإقبال على طلب توصيل الأطعمة الجاهزة إلى البيت، الأمر الذي بات في غاية السهولة ولا يتعدى ضغطة زر. فالجائحة ربما لم تكن لتسبب وحدها نسبة عالية من الإصابة بالسمنة، لكنها ساهمت في انتشار نمط حياة غير صحي بين الفتية والشباب."

تغيير نمط الحياة لمحاربة السمنة عند الشباب

 ضرورة اتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة لمحاربة السمنة عند الشباب

أما الدكتورة راحات غضنفر، الطبيبة الاستشارية، في قسم الطب العام في معهد التخصصات الطبية الدقيقة بمستشفى "كليفلاند كلينيك أبوظبي"، فتوصي باتباع نمط حياة متغير، يسير عليه المرضى من الفتية والشباب، وذلك قبل أن نقترح عليهم أن يسلكوا طريق العلاج الطبي، أو العلاج الجراحي.

وتقول الدكتورة غضنفر: "توجد طرق للعودة والابتعاد عن هذا المرض المزمن، وتوجد طرق لعلاجه، وذلك باتباع حمية غذائية مناسبة، مع الالتزام بخطة تمارين رياضية مناسبة. وحتى لو اختار المريض طريق العلاج الطبي، أو العلاج الجراحي، فيظل لزاماً عليه أن يغير نمط الحياة التي يعيشها تغييراً شاملاً، حتى يكون أي علاج يتناوله فعالاً وناجحاً."