تأثير حمية كيتو على صحة القلب

خلق الله تعالى جسم الإنسان في أروع وأعقد ديناميكية لا يمكن لأبرع مهندس في العالم، القيام بمثيلها سواء من حيث عمل كل جهاز او عضو في الجسم، او من حيث تكامل عملها معاً في ورشة متكاملة ومستمرة لا تتوقف إلا عند توقف القلب عن الضخ، وهو العضو الأبرز في جسم الإنسان.

لهذا يولي الاطباء وخبراء التغذية وكافة البشر المهتمين بالصحة، القلب عناية متزايدة بغية الحفاظ عليه وحمايته من الامراض المختلفة التي يمكن أن تصيبه.

وقد يلجأ البعض لممارسات حياتية لعلاج مشكلة صحية او التخلص من الوزن الزائد، لكنهم لا يدركون أن لها تأثيرات سلبية على صحة القلب.

وفي الآونة الأخيرة، بات التوجه منصباً نحو الكيتو دايت بهدف انقاص الوزن، فهل تتسبب هذه الحمية في أية مشاكل صحية على القلب؟ وكيف يمكن تعزيز صحة القلب والحفاظ عليه؟

هذا ما يجيبنا عليه الدكتور قيس مرابط، أخصائي الامراض القلبية في المستشفى الدولي الحديث.

تأثير حمية كيتو على صحة القلب

يقول د. مرابط ان حمية الكيتو هي حمية غذائية تعتمد على نظام غذائي بنسبة عالية من الدهون، وهو يختلف بشكل كامل عن النظام الغذائي الذي ننصح به المرضى والذي عادة ما يتكون من 30% من الدهون، 30% بروتينات، و40% من السكريات النافعة.

حيث أن الحمية بكميات عالية من الدهون، قد تسبب ارتفاع نسبة الكولستيرول في الدم مما يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بنوبات قلبية أو جلطات دماغية بحسب قوله.

مضيفاً ان دراسات عدة أثبتت أن اتباع حمية الكيتو قد يؤدي الى اضطراب ضربات القلب والإرتجاف الأذيني، وهو المرض الذي قد يؤدي إلى الجلطات الدماغية. لذا ينصح د. مرابط مرضى ضغط الدم ومرضى السكري ومرضى القلب بعدم اتباع هذا النظام.

أما بالنسبة للناس الذين لا يعانون من هذه الأمراض، فينصح بقياس معدلات السكري والكوليسترول قبل وأثناء اتباع هذا النظام الغذائي.

تجدر الاشارة الى ان الكيتو دايت بالانجليزية أو النظام الغذائي الكيتوني، هو عبارة عن نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات ومتوسط البروتين مرتفع الدهون والذي يحول الجسم إلى آلة لحرق الدهون.

اسباب تزايد امراض القلب عند الشباب

كانت امراض القلب اكثر شيوعاً في الماضي عند كبار السن، لكن الملفت في الوقت الحالي تزايد اعداد المصابين بهذه الامراض الخطيرة والمميتة من الشباب.

وبحسب د. مرابط، شهدنا خلال الاعوام الماضية تزايد حالات ارتفاع ضغط الدم عند الشباب وذلك يرجع لعدة أسباب منها:

•    قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.

•    تغير نمط الحياة والعادات الغذائية، إذ ازداد استهلاك الوجبات السريعة والجاهزة.

•    التدخين بمختلف أنواعه سواء كان تدخين السجائر أو الشيشة أو المدواخ و جميع أنواع السجائر الإلكترونية.

•    التوتر والضغوطات النفسية خاصة في بداية الحياة المهنية أو العائلية.

وفيما يتعلق بنسب انسداد الشرايين عند الشباب، يقول د. مرابط أنه لوحظ ارتفاع ملحوظ بالأعداد وانخفاض معدل الأعمار من الستينات الى الخمسينات، والأسباب نفسها ألا وهي الضغوطات والتدخين وعدم ممارسة الرياضة.

والسبب الأول لزيارة الشباب لطبيب القلب هو اضطراب دقات القلب التي من مسبباتها زيادة ضغوطات الحياة والإكثار من شرب المنبهات كالقهوة والكحول والتدخين. لكن لا يعتبر هذا المرض من الأمراض الخطيرة التي يمكن تخفيف أعراضها من خلال التقليل من المنبهات والمواظبة على ممارسة الرياضة، بحسب د. مرابط.

كيفية المحافظة على صحة القلب

ينصح د. مرابط بأهمية اتباع النصائح التالية للحفاظ على قلب صحي وسليم:

•    ممارسة الرياضة ثلاث مرات على الاقل في الأسبوع، خاصة رياضة الكارديو التي تزيد من دقات القلب اثناء المجهود مثل ركوب الدرجات الهوائية والمشي والسباحة. وتساعد هذه الأنواع من الرياضة على خفض معدل الكوليسترول وتقليص ضغط الدم مما يؤدي الى تقليل التعرض للنوبات القلبية.

•    اتباع نظام غذائي متوازن يحوي الكثير من الخضروات والفواكه والبروتينات والدهون النافعة للجسم مثل الأوميغا 3، إضافة الى الإبتعاد عن الوجبات السريعة والاطعمة التي تحتوي على السكريات السريعة والتي تسبب نسباً عالية من الأملاح والكوليسترول.

•    تجنب التدحين الذي يعد السبب الأول للإصابة بالنوبات القلبية.

•    تجنب التوتر والمشاكل العصبية المفرطة.