دراسة ثورية: وقف انتشار السرطان باستخدام الاكسجين

على الرغم من انشغال الجسم الطبي بمعظمه بمسألة فيروس كورونا الجديد وتداعياته الصحية الخطيرة، الا ان الاهتمام بموضوعات صحية اخرى لم يتوقف وما زال البحث جارياً فيها لاكتشاف المزيد عنه بغية التوصل لحلول وعلاجات ناجعة تخفف الالام عن المصابين بها، كما وتحميهم من المضاعفات المتعلقة بها والتي قد تصل الى الوفاة.

ومن هذه الموضوعات، موضوع مرض السرطان بكافة انواعه والذي يودي بحياة الملايين حول العالم سنوياً. ويبدو ان الأمل بإيجاد علاج فعال لمرض السرطان قد اصبح وشيكاً، مع اكتشاف ثوري لعلاج يمكنه وقف انتشار الاورام السرطانية في الجسم.

الاكسجين يساعد في وقف انتشار السرطان

نقل موقع "روسيا اليوم" عن صحيفة "ميرور" البريطانية، توصلت مجموعة من الباحثين في جامعة بازل السويسرية لاكتشاف ثوري قد يسهم في وقف انتشار الاورام السرطانية في الجسم، ويتمثل في استخدام حقن الاكسجين.

ويفتح الاكتشاف الذي يعد اختراقاً علمياً يبعث الامل بامكانية علاج المرض الخبيث، الباب امام علاجات افضل وفعالة لمرض السرطان، إذ يمكن لحقن الاكسجين وقف انتشار السرطان.

وكشفت التجارب التي أجريت على الفئران المصابة بأورام الثدي، أنها عاشت لفترة أطول بعد زيادة إمداد الأكسجين، ما يلقي الضوء على "النقائل" أو انتشار المرض، حيث تنفصل الخلايا عن الموقع الأصلي وتهاجر عبر الجسم. وكانت هذه العملية تقلل من فرص الشفاء بشكل كبير، كما حيرت الخبراء لعقود.

ولم يعرف سوى القليل عن سبب مغادرة هذه المجموعات من الخلايا السرطانية المنتشرة (CTCs)  في المقام الأول. الا انه تم تحديد نقص الاكسجين على أنه الدافع لهذه المغادرة.

وبحسب البروفسورة نيكولا اسيتو، المعدة الرئيسية للدراسة من جامعة بازل السويسرية، فإن هذا الاكتشاف يوفر الأمل في تحسين الاستراتيجيات المتبعة في علاج السرطان. وقد يشمل ذلك تعزيز تكوين الأوعية الدموية التي يمكنها حمل المزيد من الأوكسجين. وقد نجحت هذه التقنية المسماة علاج تولد الأوعية الدموية الجديدة لدى القوارض الخاضعة للاختبار.

تفاصيل الدراسة

قام فريق استيو بتحليل كمية الأكسجين داخل الأورام الموجودة عند الحيوانات والتي تظهر كذلك عند البشر، اضافة لفصل الخلايا الجذعية السرطانية وخواصها البيولوجية الجزيئية والخلوية.

وتمكن الباحثون من اكتشاف مناطق مختلفة مزودة بمستويات مختلفة من الغاز، وظهرت الخلايا السرطانية التي تفتقر إلى الأكسجين، حيث تقل الأوعية الدموية.

وشمل ذلك المناطق الأساسية والمحيطية. كما احتوت المجموعات التي انفصلت وانتشرت على كمية أقل من الأكسجين، ما يؤشر على مغادرتها في حال عدم حصولها على ما يكفي من الاوكسجين.

كما افادت اختبارات اخرى ان حشود CTC المحرومة من الاكسجين، هي اكثر خطورة من تلك التي تحتوي على محتوى طبيعي. وانتشرت بشكل أسرع، ما ادى لوفاة الفئران عاجلاً.

وبحسب أسيتو، فإن إذا كان الورم لا يحتوي على كمية كافية من الأكسجين، فإن مجموعات CTC ذات القدرة العالية بشكل خاص على تطوير النقائل، ستنفصل. وعندما حقنت الفئران من خلال وريد الذيل بأوعية دموية معززة للبروتين الموجود في الشرايين، زادت نسبة الأكسجين في الأورام.

وكما هو متوقع، انخفض عدد مجموعات CTC المنفصلة، وشكلت الفئران عدداً أقل من الأورام الثانوية فيما ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة. لكن في الوقت ذاته، زاد حجم الورم الرئيسي بشكل ملحوظ.

وتعلق استيو انها نتيجة استفزازية، ففي حال تم اعطاء الورم ما يكفي من الاوكسجين، فإنه لن يكون للخلايا السرطانية سبب للخروج والانتشار. لكن هذه العملية قد تسرع ايضا من حجم الورم الاولي.

ويتمثل التحدي التالي في نقل النتائج إلى العيادات الطبية، حيث تختلف خصائص الأورام من مريض لآخر.