علاجات متعددة لتخفيف أعراض الأمراض الجلدية المزمنة

تعد الامراض الجلدية من الامراض المزمنة التي يمكن أن تنغص حياة المصابين بها، مثل الاكزيما وحساسية الجلد وغيرها.

وكغيرها من الامراض المزمنة، تستلزم الامراض الجلدية عناية طبية دائمة واتباع نظام حياتي صحي يجنب المصاب مضاعفات خطيرة ناتجة عن هذه الامراض.

إن الحدوث المتكرر للالتهابات الجلدية والخراجات والندوب تحت الإبطين وفي منطقة طية الفخذ أو تحت الثديين، قد يكون ناجماً عن التهاب الغدد العرقية القيحي، وهي حالة جلدية طويلة الأمد تحدث نتيجة التهاب الغدد التي تفرز العرق. وتكون هذه الحالة أكثر انتشاراً لدى النساء وتزداد لدى الشباب بدءاً من مرحلة البلوغ حتى سن 55 عاماً.

تصيب هذه الحالة بين 1-4% من السكان حول العالم، لكن الخبراء يعتقدون أن النسبة أكبر من ذلك لأن هناك الكثير من الحالات غير المعلنة. ولا يزال السبب الحقيقي وراء هذه الحالة غير معروف، لكن البثور تظهر بسبب انسداد بصيلات الشعر الذي يسبب الالتهاب وينتشر للغدد العرقية المجاورة.

وفي هذا الصدد، ينصح الأطباء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، المرضى الذين يعانون من أمراض جلدية السعي للحصول على العلاج الطبي والاستفادة من الحلول المبتكرة الكثيرة التي باتت تتوفر لهم داخل دولة الإمارات.

وقال الدكتور رافال إسكندريان، أخصائي الجراحة العامة في معهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" أن التهاب الغدد العرقية القيحي "نادراً ما يكون خطيراً، لكنه قد يسبب ألماً شديداً ويؤثر على الصحة النفسية للمرضى. ويسبب هذا المرض تشوهاً وهو يصيب مناطق حساسة في الجسم ويسبب الإحراج للمرضى ويجعلهم يحجمون عن استشارة الطبيب والحصول على العلاج، ما يؤدي إلى معاناتهم من الاكتئاب والقلق والعزلة الاجتماعية".

مضيفاً : "يبدو الجلد لدى مريض هذه الحالة كأنه محروق ويتغير لونه نتيجة الالتهاب المزمن على مر السنين. ويبدأ الأمر بظهور بثور مؤلمة سرعان ما تفقأ ليخرج منها القيح بعد أيام قليلة. وإذا لم تعالج الحالة يستمر ظهور البثور الجديدة في المنطقة المجاورة ويصبح العلاج صعباً. وعند ملاحظة هذه التغيرات، يجب على المرضى استشارة الطبيب والاستفادة من النهج العلاجي متعدد التخصصات الذي يمكن أن يفيد في تحسين جودة حياتهم".

اسباب التهاب الغدد العرقية القيحي وطرق علاجه

بحسب د. إسكندريان، فإن الجينات هي السبب في نحو ثلث حالات المرض الذي يرتبط أيضاً ببعض العوامل المتعلقة بأسلوب الحياة، مثل التدخين والبدانة، مضيفاً: "هؤلاء المرضى أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل داء الأمعاء الالتهابي، خاصة داء كرون والسكري واضطرابات الغدة الدرقية".

وأشار د. إسكندريان إن عدم معالجة التهاب الغدد العرقية المزمن في الوقت المناسب يمكن أن يؤدي لالتهابات مزمنة خطيرة، مثل التهاب الجيوب الأنفية والندوب الشديدة، كما تم تسجيل بعض حالات سرطان الجلد في التقرحات الناجمة عن هذه الحالة". مضيفاً أنه يمكن الاستفادة من النهج متعدد التخصصات للكشف عن هذه الاضطرابات المحتملة.

ويمكن علاج المرض في مراحله المبكرة باستخدام المضادات الحيوية لفترة طويلة والعلاج بالتثبيط المناعي، لكن د. إسكندريان لفت لزيادة أعداد المرضى الذين يسعون للعلاج في المراحل المتأخرة التي تتطلب التدخل الجراحي لإزالة الجلد المتضرر والترميم.

وقال: "عندما تكون مرحلة المرض متفاقمة، لا تكون هناك إمكانية لإصلاح الضرر الذي أصاب الجلد وتكون الفرصة ضئيلة لعلاج الالتهاب بواسطة المضادات الحيوية أو العلاج بالتثبيط المناعي. عندها نضطر لإزالة كل الجلد المتضرر وإغلاق المكان المتضرر على مراحل. وفي النهاية، يمكن أخذ طعومات الجلد من ساق المريض لترميم المنطقة المتأثرة".