العلاج الكيميائي بالتسخين الحراري لسرطانات البطن

يعرف سرطان البطن بأنه تراكم للخلايا غير الطبيعية مؤدية لتشكيل كتلة في جزء من البطن، والتي يمكن أن تتطور في أي جزء من البطن.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد تسبب سرطان البطن بوفاة أكثر من 780 ألف شخص حول العالم خلال النصف الاول من العام الحالي. ويعد سرطان البطن سادس أكثر أنواع السرطان شيوعاً، وحوالي 95% من سرطانات البطن هي غدية وفي هذا النوع، يتطور السرطان من الخلايا التي تتشكل في الغشاء المخاطي.

وتختلف علاجات سرطانات البطن حسب انواعها، سواء من خلال عمليات الاستئصال كما في سرطان المعدة أو من خلال العلاج الكيميائي بالتسخين الحراري.

وفي محاولة لتفعيل علاج سرطانات البطن والتخفيف من حدتها، يوفر مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" للمرضى في دولة الإمارات، خدمة العلاج الكيميائي بالتسخين الحراري، وهو نوع مبتكر من العلاج الكيميائي الفعال لعلاج الحالات المتقدمة من سرطانات البطن التي تنتشر فيها الأورام إلى غشاء الصفاق، أو الغشاء البريتوني، الذي يبطن جوف البطن.

وبدل استخدام مجموعة من الحقن الوريدية، يعتمد العلاج الكيميائي بالتسخين الحراري على ضخ جرعة واحدة من أدوية العلاج الكيميائي إلى البطن مباشرة أثناء إجراء جراحة استئصال الأورام المرئية من بطن المريض، بهدف القضاء على أي خلايا سرطانية لمنعها من التحول إلى أورام.

التسخين الحراري لعلاج سرطانات البطن

يعتمد هذا العلاج على تسخين الأدوية الكيميائية إلى 42 درجة مئوية لزيادة فعاليتها وقدرتها على النفاذ إلى الأنسجة العميقة والقضاء على الخلايا السرطانية فيها.

ويوضع المريض خلال عملية حقن الدواء على وسادة مبردة لضمان الحفاظ على درجة حرارة جسمه ضمن الحدود الآمنة، كما يتم هز جسمه بلطف لضمان وصول الأدوية الكيميائية إلى كامل التجويف البطني.

ويبقى المريض بعد العلاج في المستشفى لنحو عشرة أيام حتى يتعافى، ثم يستطيع بعد ذلك العودة لممارسة حياته الطبيعية تحت إشراف الفريق الطبي المعني بعلاجه.

وحول هذا العلاج، أوضح الدكتور ياسر أكمل، استشاري جراحة الأورام في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" أن بعض الحالات المتقدمة من سرطانات البطن تتميز بوجود المئات من الأورام الصغيرة في الغشاء المبطن للتجويف البطني.

مضيفاً: "يمكن استئصال هذه الأورام بالجراحة، لكن تظل هناك حاجة لاستخدام جرعة من العلاج الكيميائي للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية. ويفيد هذا العلاج الكيميائي المبتكر باستخدام التسخين الحراري في إيصال الدواء إلى المنطقة المستهدفة مباشرة، وهو يتطلب جرعة واحدة من الأدوية مما يسهم في الحد من معاناة المريض من الآثار الجانبية".

وقال د. أكمل: "تعطي هذه الطريقة الجديدة في العلاج أملاً كبيراً للمرضى الذين يعانون من حالات متأخرة من سرطانات البطن، وتمنحهم فرصة جديدة للحياة، إذ تصل نسبة نجاحها في إطالة عمر المرضى بنحو 5 سنوات إلى 30-40% في حالات السرطان الميؤوس من علاجها".