تحذير من مخاطر تطور حالة الساد في الشرق الاوسط

يعتبر الساد عملية بطيئة مرتبطة بالتقدم بالعمر، حيث تفقد العدسات الطبيعية الشفافة شفافيتها تدريجيًا، الأمر الذي يؤدي تاليًا إلى رؤية ضبابية أو باهتة. وتأتي كلمة "الساد" باللغة الإنكليزية cataract من الكلمة اليونانية التي تعني "شلال"، ويعرف باللغة العربية باسم "المياه البيضاء" حيث تتحول العدسة مع تقدم الحالة إلى اللون الأبيض.

ويؤثر الساد، الذي يعد أحد  الأسباب الرئيسية للعمى في العالم، على حوالي 25٪ من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويتسبب التقدم بالسن المقترن بارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري بين أفراد المجتمع بإثارة المخاوف ويؤدي لزيادة نسبة الإصابة بالساد في المنطقة.

ويوجه فريق خبراء طب العيون في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، تحذيرات لسكان المنطقة حول عاملين رئيسيين يرتبطان بمخاطر الإصابة بالساد، وهما التقدم بالعمر ومرض السكري، تزامنًا مع شهر يونيو وهو شهر التوعية بالساد (المياه البيضاء).

اعراض الساد

قد لا تظهر في البداية أعراض الإصابة بالساد، لكن بمرور الوقت تنخفض جودة الرؤية ويفقد المريض حدة الرؤية، وقد تظهر الألوان باهتة وتفتقر إلى الوضوح.

ويعد الوهج، وقصر النظر، والتغيرات السريعة في النظارات الطبية المستخدمة من المؤشرات الرئيسية التي تدل على الإصابة بمرض الساد.

علاج الساد

يعتبر زرع عدسة داخل العين لعلاج الساد، إجراءً فعالًا للغاية وبسيطًا في الوقت ذاته، وقد أصبح أحد أكثر الإجراءات شيوعًا ونجاحًا في جميع أنحاء العالم. وتسبب العملية القليل من الانزعاج وتستغرق حوالي 15-20 دقيقة ويمكن إجراؤها غالبًا تحت التخدير الموضعي. وأثناء العملية، تتم إزالة العدسة المعتمة، ويتم زرع عدسة اصطناعية.

وفيما يوفر الطب الحديث حلًا خاليًا من المتاعب لهذه الحالة، فإن ترك الساد دون علاج من ناحية أخرى يؤدي لازدياد كثافته وتصبح الجراحة أكثر خطورة. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يكون هناك التهاب وارتفاع ضغط في العين، الأمر الذي قد يضر بالرؤية. لذا ينصح المرضى الذين تزيد أعمارهم على 40 سنة بإجراء فحوصات منتظمة للساد حتى يكون بالإمكان علاج الحالة على الفور.

مخاطر الساد

يحذر خبراء مورفيلدز من المخاطر التالية التي تزيد من حدة مشكلة الساد:

•    التقدم بالعمر: إذ يصبح معظم المرضى على دراية بالساد بعد عمر 60 سنة. ومع ذلك، يمكن أن يتطور الساد في مرحلة مبكرة من العمر، وهو يؤثر على الأشخاص في أي عمر، بما في ذلك الأطفال والشباب. ومع ذلك، قد لا تظهر الأعراض عند البالغين حتى سن الأربعين.

•    السكري: يعد خطر الإصابة بالساد أعلى بكثير بين الأشخاص الذين يعانون من السكري في دول مجلس التعاون الخليجي - حيث يواجه الأشخاص المصابون بالسكري من النوع 2 إحصائيًا خطرًا أكبر بنسبة 60٪ للإصابة بالساد، كما أظهرت الأبحاث أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 الذين يخفضون مستوى HbA1c بنسبة 1٪ فقط يمكن أن يقللوا خطر الإصابة بالساد بنسبة 19٪.

وأفضل طريقة للوقاية من الإصابة بالساد تتمثل بمراقبة نسبة السكر في الدم وإجراء فحوصات منتظمة مع طبيب العيون.