دراسة إماراتية حول فحص فيروس كورونا لمرضى السرطان

السرطان هو مرض يهدد الحياة في كثير من الأحيان، لذا لا يمكن تعليق علاجه. وعادة يخضع مرضى  السرطان لجلسات علاج يومية أو أسبوعية لفترات طويلة لعلاج الأورام الخبيثة بمختلف أنواعها.

وعلى الرغم من الانخفاض الكبير في المناعة الذي تسببه العديد من علاجات السرطان، تظل استمرارية الرعاية مهمة حتى أثناء جائحة كورونا المستجد كوفيد - 19، مما لا يترك خيارًا لمرضى السرطان سوى المتابعة الدورية والعلاج المستمر. وعليه تجري مناقشات دائمة بين الأطباء في مجال علاج مرضى السرطان والأورام فيما يتعلق بالمخاطر المتزايدة التي قد يشكلها فيروس كوفيد 19 لمرضى السرطان خلال فترة العلاجات.

دراسة تحدد فحص فيروس كورونا لمرضى السرطان

وفي هذا الصدد، نشر فريق إماراتي من المتخصصين في مجال علاج مرضى السرطان والأورام في مستشفى الزهراء دبي، أول دراسة توفر نظرة عميقة حول أفضل الممارسات الطبية الواجب اتباعها خلال علاج مرضى السرطان أثناء فيروس كورونا المستجد.

وقد أجرى الدكتور حميد بن حرمل الشامسي،  إستشاري أمراض الأورام والسرطان  والأستاذ المشارك بجامعة الشارقة ورئيس قسم الأورام بمستشفى الزهراء ورئيس جمعية الإمارات للأورام والدكتور سدير الراوي رئيس قسم الجراحة واستشاري جراحة الأورام السرطانية في مستشفى الزهراء دبي، دراسة لفحص كوفيد 19 على 89 شخص من مرضى السرطان الذين لم تظهر عليهم أي أعراض قبل بدء العلاج الكيميائي و الإشعاعي خلال الشهر المنصرم.

لتخلص الدراسة أن ما يقرب من 10٪ من مرضى السرطان الذين لا يعانون من أعراض كوفيد، كانوا إيجابيين للفيروس وتم عزلهم. ووجدت الدراسة أنه بالرغم من أن بعض المرضى ليس لديهم أعراض، إلا أنه يمكن أن يكونوا حاملين للفيروس، والذي يمكن أن يصبح خطرًا على الحياة إذا تم متابعة علاجات السرطان.

وقال الدكتور حميد بن حرمل الشامسي: "العلاج الكيميائي والإشعاعي يقلل بشكل كبير من مناعة المريض، وإذا كان المريض مصابًا بفيروس كوفيد 19  فهناك خطر كبير من احتمال تعرضه لمضاعفات خطيرة أو حتى مميتة خلال تلقيه علاج السرطان الخاص به".

وأوضح الدكتور الشامسي "أنه من خلال إجراء اختبارات كوفيد - 19 بشكل دوري لمرضى السرطان قبل العلاجات وعزل المرضى الإيجابيين، فإننا نقوم بإنقاذ المرضى من المضاعفات المحتملة والحد من خطر نقل العدوي لمرضى السرطان الآخرين."

من جهته، أعلن الدكتور سدير الراوي استشاري جراحة الأورام السرطانية في مستشفى الزهراء دبي، "تولي المستشفى أهمية قصوى للبحوث الطبية القائمة على الأدلة العلمية ووضع بروتوكولات مثبتة علمياً من حيث التعامل مع علاج مرضى السرطان خلال هذه الأوقات الصعبة، وأنه أصبح أمرًا ضروريًا لتقليل خطر المضاعفات الناتجة التي قد تحدث بسبب الفيروس لهذه الفئة الحساسة من المرضى خلال فترة العلاج".

مضيفاً أن العديد من المؤسسات الطبية الاخرى حول العالم، ستطبق هذه الدراسة للحفاظ على الأرواح والتقليل من خطر انتقال العدوى.