كيف يرى مرضى عمى الالوان العالم من حولهم؟

يطلق مرض عمى الالوان على من يعاني صعوبة في القدرة على تحديد الألوان، وعجزه عن رؤيتها بالشكل التي هي عليه في الحقيقة، إذ يعد مرض عمى الالوان واحدا من أكثر الأمراض خطورة على العيون، والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على حياة الشخص. 

ويعتبر عمى الالوان حالة وراثية ناجمة عن اختلاف في كيفية استجابة واحدة أو أكثر من الخلايا الحساسة للضوء والتي توجد في شبكية العين لبعض الألوان الرئيسية.

كما يشكل عمى الالوان عائقا أمام القيام بأبسط الأعمال اليومية الاعتيادية مثل شراء الفواكه والخضروات، أو في التسوق وشراء الملابس أو عبور الشارع عند اشارة المرور. ويأمل الأطباء في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون لزيادة التوعية بمرض عمى الألوان وتقديم النصائح، وتبديد المفاهيم الخاطئة الشائعة.

عمى الالوان يصيب الرجال اكثر من النساء

الجدير بالذكر أن عمى الالوان يؤثر على الرجال اكثر من النساء، ويلعب دورا حاسما في صعوبة حصول الشخص على فرص التسجيل في وظائف الشرطة أو الجيش.

ويصف الدكتور افيناش غورباكساني، استشاري طب العيون وأخصائي في التهاب القزحية والشبكية الطبية وجراحة الساد في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون مرض عمى الالوان على أنه انخفاض القدرة على التمييز بين الألوان. مضيفا ان الأفراد المصابون بعمى الألوان لا يرون كل شيء بالأبيض والأسود، لكنهم يرون الالوان بشكل مختلف عن الأفراد غير المصابين بهذا المرض.

ويعد عمى الالوان الأحمر والأخضر والأزرق والأصفر أكثر أشكال الحالة شيوعا بجانب حالة عمى الألوان الكلي. أما بالنسبة للأشخاص المنحدرين من أصل أوروبي شمالي، فيصيب عمى الألوان الأحمر والأخضر ما يصل إلى 8 ٪ من الرجال و 0.5 ٪ من النساء.

ويشير الدكتور أفيناش انه يمكن أن تختلف الأعراض من شخص لآخر، فلن يعاني بعض الأشخاص من أعراض لأنهم تعلموا كيفية التمييز بين الألوان على الرغم من قصور رؤية الالوان لديهم.

ومع ذلك، قد يجد آخرون أنهم مصابون بعمى الألوان بعد اختبار بعض الوظائف مثل الدخول في الخدمة الوطنية العسكرية وما إلى ذلك، وقد يجد البعض صعوبة في رؤية الفرق بين الظلال أو الألوان.

وأشار الدكتور أفيناش أنه يتم استخدام اختبار سريري بسيط بواسطة "فحص ايشيهارا" وهي عبارة عن لوحات دائرية ملونة على شكل صحون مهمتها اختبار حالة الاشخاص المصابين بعمى الالوان الأحمر والأخضر. لكن هناك اختبارات أكثر دقة وتفصيل مثل اختبار تقييم اللون والتشخيص (CAD) أو اختبار 100 Hue.

اسباب عمى الالوان وطرق علاجه

يمكن أن يكون سبب عمى الألوان وراثيا، حيث يعاني الشخص منه طوال حياته، على الرغم من امكانية تطوره وفقا لحالة المرض.

ويضيف الدكتور أفيناش: "قد تكون أسباب عمى الألوان وراثية وموجودة منذ الولادة، والأكثر شيوعا هو نقص رؤية اللون الأحمر والأخضر المرتبط بـ امراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، يمكن أن تحدث الإصابة نتيجة مرض العصب البصري مثل التهاب العصب البصري أو التصلب المتعدد أو امراض شبكية العين".

وقال الدكتور أفيناش: "على الرغم من عدم وجود علاج معروف، يمكن أن تساعد العدسات اللاصقة والنظارات المزودة بفلترات الشخص المصاب بعمى الألوان على الرؤية بشكل أوضح".