دراسة: جراحة انقاص الوزن تقلل الوفاة بالسكري والبدانة

المعروف ان السكري والسمنة هي من الامراض الخطيرة والمزمنة التي يمكن ان تؤدي للاصابة ب امراض القلب والوفاة في الكثير من الحالات، في حال لم يتم التدخل الطبي السريع واتخاذ كافة الخطوات الحياتية الوقائية للحد من مضاعفات هذين المرضين.

ويبدو ان جراحة انقاص الوزن التي يقوم بها مرضى السكري والسمنة، تساعد بشكل كبير في خفض خطر الاصابة بمضاعفات القلب والاوعية الدموية والوفاة مقارنة بالاخرين الذين يتلقون رعاية طبية معتادة.

هذا ما خلصت اليه دراسة واسعة اجراها مستشفى كليفلاند كلينك ونستعرض سويا لابرز ما جاء فيها.

جراحة انقاص الوزن تقلل الوفاة بالسكري والسمنة

بحسب الدراسة التي ردصت ما يقرب من 2,300 مريض خضعوا لعمليات جراحية لانقاص الوزن و11,500 من المرضى المتطابقين ذوي الخصائص المتشابهة والذين تلقوا رعاية طبية اعتيادية، فان هذه الجراحات ترتبط ارتباطا وثيقا بانخفاض خطر الوفاة والإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية. 

وقد فقد المرضى الذين خضعوا لتلك الجراحة، وزنا أكبر وأظهروا قدرة أعلى على التحكم بالسكري، كما تناولوا كمية أقل من العقاقير لعلاج السكري وأمراض القلب والأوعية مقارنة بأولئك الذين يخضعون للرعاية الطبية المعتادة.
 
وخضع المرضى لاحد اربعة انواع من جراحات انقاص الوزن (التي تعرف أيضا باسم الجراحات الايضية)، وتشمل المجازة المعدية وتكميم المعدة وربط المعدة القابل للتعديل أو تبديل الاثني عشر.
 
وقد عرضت نتائج الدراسة أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب بالتزامن مع نشرها في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية.
 
وحدد الباحثون نقطة النهاية الأولية للدراسة عند حدوث الوفاة أو أحد المضاعفات الرئيسية الخمس المرتبطة بالبدانة ومرض السكري، وهي اصابات الشريان التاجي والأوعية الدموية الدماغية وفشل عضلة القلب والرجفان الاذيني وأمراض الكلى. وخلال فترة الدراسة التي امتدت لثماني سنوات، كان المرضى الذين يخضعون لجراحة أيضية أقل عرضة بنسبة 40% للإصابة بأحد هذه الأمراض ممن يتلقون الرعاية الطبية التقليدية المعتادة. 

كما كان المرضى في المجموعة الجراحية أقل عرضة بنسبة 41% للوفاة بأي سبب مقارنة بنظرائهم في مجموعة العلاج التقليدي.
 
ووصف الدكتور علي امينيان، المختص بجراحات البدانة في كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة ورئيس واضعي الدراسة، النتائج بالمذهلة، مضيفا أنها "قد تكون متعلقة بفقدان المرضى المستدام لقدر كبير من الوزن". لكنه أوضح أن هناك "مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير لحدوث تغييرات أيضية وهرمونية مفيدة ومستقلة عن فقدان الوزن، بعد هذه العمليات الجراحية".
 
وتحسنت قدرة المرضى الذين خضعوا لجراحات البدانة على فقدان الوزن وخفض مستوى السكر في الدم بنسبة 15% في المعدل. وقد استخدموا عقاقير أقل لعلاج السكري، شملت الأنسولين وعقاقير أقل لعلاج أمراض القلب، مثل ضغط الدم والكوليسترول، مقارنة بالمجموعة غير الجراحية.
 
من جانبه، قال الدكتور ستيفن نيسن كبير المسؤولين الأكاديميين في معهد القلب والأوعية التابع لكليفلاند كلينك وأحد كبار المشاركين في وضع الدراسة، ان المضاعفات التي تصيب القلب والأوعية الدموية جراء البدانة والسكري "قد تصبح مدمرة"، وأضاف: "بعدما شهدنا هذه النتائج الرائعة، ثمة حاجة لاجراء تجربة عشوائية محكومة ذات تصميم جيد لتحديد ما اذا كانت الجراحات الأيضية قادرة على التقليل من حدوث المضاعفات القلبية لدى مرضى السكري من النوع الثاني والبدانة".
  
وتجدر الإشارة إلى أن المرضى البالغين المصابين بالسكري هم أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب بما يتراوح بين مرتين وأربع مرات، مقارنة بغير المصابين بهذا المرض.