دينزل واشنطن ينحاز للضعفاء في The Equalizer

هي – هلا الجريد
 
من غير الممكن أن تكون من الرجال الذين اسمهم "بوب"، رد عليها قائلاً: "ما هو اسمي إذاً؟".. قالت: "يبدو لي أن اسمك هو روبرت!"
 
هذا الحوار دار بين فتاة صغيرة بالسن ورجل كبير غيربين عن بعض وفي حانة متواضعة بمنتصف الليل... والمفارقة نعم إنه "روبرت  ماكول" الذي أدار ظهره لماضيه الغامض ليعمل في وظيفة بسيطة في متجر للعدد والأدوات كي ينعم بالهدوء ولكن هذا السلام لن يدوم طويلاً عندما يدخل إلى الحانة أشخاص أجبروها على الذهاب معهم رغم ممانعتها الشديدة فهي تكره هذا الوضع.
 
وعند عودتها إلى الحانة مرة أخرى تظهر عليها علامات الضرب لتثير فضول روبرت الذي قام بدوره بسؤالها عن الذي حدث فأخبرته عن أنها ضحية عصابة تجبرها على ممارسة الرذيلة. ولا ندري ما الذي جعل ماضي روبرت يستيقظ ليذهب إلى العصابة في عقر دارهم ويعرض عليهم مبلغ 9200 دولار مقابل أن يطلقوا سراح الفتاة الصغيرة "تيرا"... في البداية كان السؤال: "كيف استطعت الدخول ولماذا تعرض المال هل هي تعجبك إلى هذا الحد..." العرض مقبول ولكن لمدة شهر واحد فقط فهي تدر علينا هذا المبلغ في أسبوع واحد هذا ما قاله رئيسهم بسخرية، ولكن ما هي إلى ثواني معدودة حتى أجهز عليهم كلهم بطريقة احترافية.
 
بعدها تتوالي الأحداث في نفس السياق حيث يستغل مهارته بأخذ حق الضعفاء من الطغاة كما لو يكون "روبن هود" ولكن ليس بسرقة الأغنياء ولكن بالانتقام منهم بشكل عنيف جداً.
 
يلقى روبرت نفسه في وضع شديد الحرج حيث تقوم العصابة بإرسال واحد من أفضل رجالها ليبحث عن السبب مقتل 6 من رجالهم ويتوصل إلى روبرت الذي كان مستعداً لهذه اللحظة التي لم ينجو منها لولا استثماره في تعليم "رالفي" رجل الأمن الذي يكافح من أجل كسب الوظيفة في المتجر بمسعدة "روبرت" الذي يدّربه على التمارين ليجتاز الاختبار إلى جانب مساعدته في ترجيع الأموال التي يجمعها أفراد من الشرطة يستغلون مناصبهم للسطو على مدخرات ذوي الدخل المحدود مثل والدة "رالفي" صاحبة المطعم المكسيكي المتواضع.
 
تُثمر هذه المساعدة في إنقاذ حياة "روبرت" في المشهد الأخير للفيلم يجعل المشاهد يعي بأن الخير في أهل الخير مكسب، كما قال المتنبي في بيت الشعر الشهير: 
 
إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ, وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا...