صنع في مصر .. الجودة المصرية تتحدى الصينية بالإرادة

هي – هلا الجريد
 
رسائل رائعة تلك التي يقدمها فيلم أحمد حلمي الجديد "صنع في مصر"، إشارات واضحة بأن الخلاص الوحيد لمصر هو العمل والعمل المتقن أيضاً، لا يكفي أن نحب مصر فقط لأن كل المصريين يحبون مصر، لا و بل كلهم يعشقون هوائها، ولكن مصر لن تخطو خطوة واحدة نحو التقدم والازدهار بالكسل و دون عمل ومثابرة، هذه هي الرسالة الواضحة جلياً لكل من يشاهد هذا العمل الهادف.
 
يبدأ الفيلم بحالة من الكسل المفرط والإهمال الغير متعمد من جميع أهل الحي الذين استسهلوا الحياة مع الروتين الممل والربح البسيط بواسطة البضائع الصينية المنتشرة والمتكررة.
 
يجسد أحمد حلمي شخصية "علاء" الذي يمتك الموهبة ولكنه محاصر بالديون البنكية مع تقبله التام لحياته الفاشلة المفتقدة للطموح، وعلاء معجب جداً بـ "علا" التي تقوم بالدور ياسمين رئيس ولكنه لا يستطيع أن يعبّر لها عن حبه، وهي بالمقابل لا تعيره بال لأنه شخص فاشل برأيها.
 
ولأن علاء لا يهتم فإن طريقة تعامله مع باقي أسرته فيها من الإهمال وعدم الاكتراث وخصوصاً مع أخته الصغيرة التي دائما ما تطالبه بصنع اللعب للمسرحية المدرسية المشاركة بها ولكنه لا يصنعها لها مع كونه يمتلك الموهبة وهي الحرفة ورثها عن والده.
 
وفي ليلة تكون الطفلة حزينة ويائسة تتمنى أن يكون أخوها هو الدبدوب وإن كان هذا المشهد مقتبس تماماً من الفيلم الأمريكي "TED"، ولكن الهدف من هذا الفكرة هو كما يقول الشاعر الكبير أحمد شوقي : "وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا".
 
وبعدها تتم المفارقات بين الدبدوب الإيجابي مع علاء السلبي الذي أصبح هو الدبدوب ليكتشف علاء بعدها كم هو مقصر في حق نفسه قبل الآخرين.
 
أجمل ما في الفيلم أنه موجه إلى الأطفال وهم الجيل الجديد الذي من المفترض أنهم من يحمل مسؤولية النهضة والتحول من النمط المستهلك السلبي إلى النمط المنتج الإيجابي.
 
يذكر أن فيلم "صنع في مصر" بطولة أحمد حلمي، ياسمين رئيس، دلال عبد العزيز، إدوارد ومن تأليف مصطفى حلمي وإخراج عمرو سلامة.