نجمات السينما النظيفة... ذهبن مع الريح

إعداد: عمرو رضا
 
هل التاريخ يعيد نفسه؟ حال السينما المصرية حاليا يرجح الإجابة بنعم، فمنذ عقدين من الزمان تقريبا شهدت الشاشة الكبيرة نفس الجدل الدائر الآن حول المعايير الأخلاقية والفنية لظاهرة "أفلام المقاولات" التي اعتمدت على نجمات الرقص والاثارة ومشاهد العنف والادمان، وظهر وقتها جيل جديد من النجمات قدمن ما بات يعرف بالسينما النظيفة، حيث لا مجال للقبلات ولا لمشاهد الغرام ولا الملابس المثيرة. وأصبحت أسماء حنان ترك ومنى زكي وياسمين عبد العزيز وحلا شيحة وغادة عادل وحدها القادرة على إقناع الآباء باصطحاب أسرهم لدور العرض السينمائي. ولكن أغلبهن ذهب مع الريح لتعود مجددا سينما الاثارة. لتظهر مجددا الدعوات المطالبة بسينما نظيفة.
 
مسيرة النجمة حنان ترك بطلة الفيلم الذى دشن ظاهرة السينما النظيفة "اسماعيلية رايح جاي" مع النجوم محمد هنيدى ومحمد فؤاد وخالد النبوي، تلخص مسيرة أغلب قريناتها فقد نجحت فنيا نجاحا مدويا وحصدت جماهيريا الملايين من الأرباح بعدما استعادت قطاعا كبيرا من الجمهور كان يقاطع دور العرض السينمائي رفضا لابتذال أفلام المقاولات، وبعدها عجزت عن مجاراة أفلام منة شلبي وهند صبري الجريئة اختارت اللجوء للشاشة الصغيرة حيث لا مجال للعري ولا للابتذال، فداهمتها موجة المسلسلات التركية الجريئة فأعلنت اعتزالها الفن تقريبا، فهي تعود كل فترة بأعمال درامية أغلبها لم يصادف النجاح مثل نونة المأذونة والأخت تريز، ويمكن القول أن آخر ظهور ناجح لها في عالم الفن كان المسلسل الشهير سارة.
 
قرينة النجاح والنجمة التي تكافح حتى الآن للاستمرار الممثلة منى زكي بطلة أشهر أفلام السينما النظيفة وأكثرها ربحا "صعيدي في الجامعة الأمريكية" ، قاطعت هي الأخرى أفلام السينما منذ سنوات بعدما تلقت "موجة نقد عاتية" من جمهورها لتقديمها مشهدا واحدا جريئا في فيلم "احكى يا شهرزاد" ووصلت حملات الجماهير ضدها حد مطالبة زوجها النجم أحمد حلمي تطليقها، ومنذ هذا الوقت وهى تقريبا متفرغة للبحث عن مشروع فيلم كوميدي يجمعها بزوجها وتنتجه شركتهما الخاصة، بعدما توقف عدد كبير من المنتجين عن طرح اسمها، وحتى يظهر الفيلم المنتظر، تخوض منى تجارب متوسطة النجاح على الشاشة الصغيرة مثل السندريلا وآسيا ولا تخلو من النقد أيضا لمجرد أنها تحررت قليلا في ملابسها.
 
ياسمين عبد العزيز نجت قليلا من مصير حنان ومنى بعدما توجهت بأفلامها الكوميدية لقطاع الأطفال وهو عالم يناسبها تماما، ويساندها أيضا فلا زالت أفلامها تحقق إيرادات تكفي للاستمرار ولا زالت تصنف كواحدة من أفضل كوميديانات السينما الآن إضافة الى أنها تقدم فنا استعراضيا مستوحى من عالمها الأصلى وهو الاعلانات، ولكن المدد الزمنية بين هذه الأفلام بدأت تطول، وهناك توقعات بأنها لن تصمد أمام تيار الإثارة الذي انتبه لفوائد الأطفال وبدأ يتوجه إليهم بأفلام من عينة "حلاوة روح" حصدت الملايين في ليال معدودة.
 
النجمة حلا شيحة كانت أول من أدرك مصير السينما النظيفة مبكرا فأعلنت اعتزالها وارتدت الحجاب، بينما استمرت غادة عادل بفضل دعم زوجها المخرج مجدي الهواري واتجهت مؤخرا لعالم الدراما التليفزيونية بحثا عن موطئ قدم ينقذها من طوفان أفلام الإثارة.
 
حنان ترك ومنى زكى وياسمين عبد العزيز وحلا شيحة وغادة عادل أسماء قادت ظاهرة السينما النظيفة، بعضهن اعتزل الفن كله وبعضهن يكافح على الشاشة الصغيرة. فهل يعدن مجددا لإنقاذ الفن السابع من طوفان الإثارة؟