سعوديات في معرض الرياض الدولي للكتاب

"هي"- أسماء وهبة "معرض الرياض للكتاب سيكون مختلفا عن الأعوام السابقة". جملة كتبها الكثيرون، حتى صنفت ضمن تمنيات شرائح واسعة من السعوديين والسعوديات والناشرين والكتاب الذين ينتظرون هذا المعرض من عام إلى عام، لكن يبدو أننا سننتقل من حيز الأمنيات إلى التطبيق، ليكون بالفعل معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام مختلفا شكلا ومضمونا عن الأعوام السابقة. وبطبيعة الحال فإن حضور المرأة السعودية كمشاركة ومتابعة في المعرض ركيزة أساسية في إطار التطوير، حيث ستحتل عنوانا رئيساً في الفعاليات وحفلات التوقيع المرتقبة، أي أنها ستكون حاضرة بثقة واطمئنان، بعيدا عن المحاذير المعتادة والرقابة السائدة في المعرض التي يمارسها البعض، للحفاظ على مبدأ الفصل بين النساء والرجال، بغض النظر عن القيمة الأدبية والفنية التي جاء الجميع للإحتفاء بها! إذن، فإن التفاؤل هو السمة الأبرز لمعرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، بعد أن حمل شعار "الحوار ثقافة وسلوك". وهذا ما تؤكد عليه الروائية السعودية فوزية الخليوي في حديثها مع "هي" قائلة: "أنا متفائلة بالمعرض هذا العام، خصوصا بعد تصريح رئيس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر د. عبد اللطيف آل الشيخ، الذي أكد أن التسوق في المعرض سيكون مفتوحاً للنساء والرجال في وقت واحد، شريطة أن ألا يكون هناك أي منكرات ظاهرة. كما أشار إلى أن رجال الهيئة لن يصادروا أي كتاب معروض في المعرض، بل سيقتصر دورهم على إبلاغ وزارة الثقافة والإعلام في حال ضبط أي مخالفة لضوابط النشر وقواعده أو إذا ضبط كتاب يحتوي على مخالفات شرعية وأخلاقية. لذلك أعتقد أن هذه الوعود المبطنة من الهيئة تدل على مرونة مرتقبة ستنعكس على اجواء المعرض، ما سيكون له نتائج إيجابية على الإقبال والمبيعات التي هي مرتفعة في الأساس". الكاتبة مع جمهورها وفي السياق نفسه يشير الكاتب وعضو اللجنة الثقافية في معرض الرياض للكتاب سعيد السريحي إلى أن هذه المرونة تصب ضمن "تحديد دور الهيئة داخل المجتمع. ومنح الناس المزيد من الحريات، وزيادة الثقة في وعي المجتمع الذي بات قادرا على حماية نفسه. وهو ما يأتي أيضا ضمن سياق الإنفتاح الذي تشهده المملكة، وبالتالي سينعكس هذا على مشاركة المرأة في المعرض سواء في الفعاليات أو حفلات التوقيع. وللمرة الأولى ستلتقي الكاتبات بجمهورهن في حفلات التوقيع وجها لوجه. وهو يدل على اتساع الهامش المتاح أمامها عاما بعد عام في معرض الرياض الدولي للكتاب". لا للمنع أيضا، أبدت الخليوي تفاؤلها بتصريح وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز خوجة الذي أكد على فسح المجال لكل الكتب. وتعلق على هذا بقولها: "يبدو أن الوزير يتابع ما يقوله الأدباء والمثقفين على مواقع التواصل الإجتماعي فيما يتعلق بمنع الكتب. وأعتقد أن شخصيته لعبت دور مهم في ممارسة هذه المرونة، خصوصا أنه بات من السهل الحصول على الكتب الممنوعة عبر الإنترنت". تفاؤل مبكر أما عن الترتيبات اللوجستية للمعرض، فتتذكر الخليوي ما كان يحدث في العام الماضي مثلا من تخصيص منصة رجالية وأخرى نسائية. وتستطرد قائلة: "من المفارقة أن الإزدحام كان شديدا عند المنصة النسائية، ما يدل على المشاركة القوية للكاتبات السعوديات في فعاليات معرض الكتب. وهذا العام سيكون هناك توزيع عادل بين الرجال والنساء، حيث سيتسنى لنا البقاء عند المنصة المخصصة للسيدات طوال ساعات المعرض. وسيسمح لنا بعرض كل أعمالنا. ويمكن القول أن إرهاصات البداية الجيدة تشكلت في العام الماضي، حيث كان يعلن عن حفلات توقيع كتب الكاتبات السعوديات بأسمائهن في مكبرات الصوت في المعرض أسوة بالرجال. وهذا يدل على الترحيب بالكاتبات السعوديات". وأرجع السريحي هذا الإنفتاح الإيجابي على المرأة في معرض الرياض الكتاب إلى سياسة تصب في تكريس دورها القيادي في المجتمع، مشيرا إلى دخول المرأة إلى مجلس الشورى للمرة الأولى منذ بضعة أيام، حيث جلست تحت قبة المجلس إلى جانب زملاؤها الرجال. ويتابع السريحي قائلا: "كله يجد ترجمته العملية من ناحية حضور ومشاركة المرأة السعودية في معرض الرياض للكتاب. وأتذكر هنا ما سمعناه في العام الماضي عن مطالبة البعض بفصل الرجال عن النساء في معرض الكتاب، إلا أن القرار السياسي جاء بعدم الفصل. لذلك تتعلق المسألة بتدشين القرار السياسي وتحفيز العمل بمقتضاه". منافسة نسائية أما عن الإصدارات النسائية في معرض الرياض للكتاب فيتوقع السريحي أنها ستنافس الإصدارات الذكورية، لكن ليس من ناحية العدد بل المشاركة. ويشرح ذلك قائلا: "إنها المشاركة النسائية في مختلف المجالات، بعد أن كانت كتابة الرواية والقصة والدراسات الأدبية مقتصرة على الرجال، أما الآن دخلت المرأة إلى هذه المساحة الثقافية، حتى أصبحت روائية وقاصة وشاعرة وناقدة. لذلك ستكون حاضرة ومشاركة بقوة في معرض الرياض للكتاب أكثر من الأعوام الماضية".