زوجة وزير الثقافي اللبناني نضال سليم وردة

تجمع السيدة نضال زوجة وزير الثقافة اللبناني سليم وردة بين الشخصية المميزة والذكية والطبيعية والمتواضعة. وكانت قد تعرفت على زوجها وهما على مقاعد المدرسة، ولم يرتبطا الا بعدما انتهيا من تحصيلهما العلمي، وبدأ زوجها أول خطواته الثابتة في حياته العملية وتحديداً في عالم الاعمال الذي انتقل منه الى عالم السياسة، وكانت الخطوة التي غيرت حياة العائلة بأكملها.

*ماذا تخبرين عن نشأتك؟
ولدت ونشأت في منطقة زحلة، من عائلة محافظة. لي شقيقتان وشقيقان. تخصصت في مجال التعليم، وعلّمت لمدة سنتين قبل ان ارتبط بزوجي. واخترت مجال التعليم لأني أحب الأولاد كثيراً، وكانت تجربتي عملية وغنيّة ومميزة، لكن ظروفي حالت دون اكمال هذه الطريق. 

*كيف تعرفت على زوجك؟
تعرفت على زوجي سليم وردة في المدرسة، وكانت تربطني به صداقة قوية وطويلة استمرت خمس سنوات قبل أن نرتبط رسمياً.

*ارتبطت برجل أعمال حوّل حياته لاحقاً نحو العمل السياسي، كيف تنظرين إلى هذا الأمر؟
- كان طموحا وأهدافه حاليا مختلفة عما كانت في بداية زواجنا، حيث اختلفت ميوله من إدارة الأعمال إلى السياسة، وقد تغيرت حياتنا بشكل كبير، فالسياسة أثرت على الناحية العائلية كما على الاجتماعية، ولم نكن نتوقع أن يكون التغيير إلى هذا الحد، فلم أعد أجد زوجي بين أحضان العائلة وفي البيت بالشكل الذي كان عليه من قبل. فالعمل السياسي يتطلب الكثير من الوقت، واعتاد أفراد عائلتنا على النمط الحياتي الجديد.
ومن جهة ثانية انا مؤمنة بأن على المرأة أن تدعم الرجل وتدفعه الى تحقيق أحلامه مهما تكن، وتضع يدها بيده للوصول إلى ما ينظر إليه خاصة إذا كانت المرأة تحب الرجل وتضع أنانيتها جانباً في سبيل مساعدته على تحقيق ما يرسمه لمستقبله ولصالح عائلته.

*شخصياً، هل كنت ترغبين بدخوله المعترك السياسي بغض النظر عن خياراته؟
لطالما كنت أسعد لما يسعد زوجي، وبما أنه كان متحمساً للسياسة تحمست لحماسه، بالرغم من كل التغييرات التي طرأت على حياتنا معاً وعلى أولادنا، فبعدما كنا نعيش معاً أجواء الحياة العائلية الطبيعية أصبح زوجي بعيداً عنّا في معظم الأوقات، كما أعيش حالات من الخوف والقلق عليه في معظم الأوقات. فلم نعد قادرين على السفر في أوقات فراغنا كما كنا نفعل من قبل، وأصبح دائم التنقل بين بيروت وزحلة، لكني من جهة أخرى سريعة التأقلم مع الأجواء الجديدة.
*تشارك زوجة السياسي زوجها في الكثير من النشاطات ماذا عن مشاركتك لزوجك كوزير ثقافة؟
لم نكن بعيدين انا وزوجي عن المشاركة في مختلف النشاطات الثقافية قبل دخوله العمل السياسي، وبعد تعيينه أصبحت أشاركه أكثر لكن بحدود لأن مسؤولية العائلة ملقاة على عاتقي.
ابنتنا مايسي، وابننا عزيز، متعلقان جداً بوالدهما ومتأثران به، لذلك عانيا لفترة قبل أن يتأقلما مع الجو الجديد بسبب غيابه عن البيت وإقامته في بيروت. وهما اليوم بحاجة إلى اهتمامي الكامل، كما أنهما أولوياتي في الحياة.

*لأي مدى تهتمين بالسياسة؟
لا أهتم شخصياً بالعمل السياسي إنما بالشأن السياسي كأي مواطنة لبنانية، فأتابع العناوين العريضة للاخبار السياسية، وزادني اتجاه زوجي نحو العمل السياسي تعلقاً بمتابعة الأخبار.

*هل تتدخلين بتفاصيل عمل زوجك السياسي؟
أبداً.. إلا إذا أخذ رأيي بموضوع معين. أنا أسأله الكثير عن بعض المواضيع التي أقف أمامها مستفسرة عن بعض التفاصيل.

*هل تطمحين بالعودة الى عملك في التعليم؟
سأخطط لمستقبلي المهني لاحقاً، لأن أولادي في مرحلة من عمرهم تتطلب الكثير من الاهتمام، هذا بالإضافة إلى نشاطاتي الخاصة التي لا أتخلى عنها مثل الرياضة والعلاقات الاجتماعية والعامة وغيرها.

*كيف تنظرين الى واقع المرأة اللبنانية؟
أحترم المرأة اللبنانية بشدة لأنها استطاعت فرض نفسها بثقافتها، وشخصيتها المميزة وطموحها الكبير، وبالرغم من أنها لم تحصل على جميع حقوقها قانونياً، لكن أملي كبير بالجمعيات النسائية التي تعمل على استحداث قوانين عصريّة وتناضل من أجل قضايا المرأة المحقّة.

* ماذا عن تواجد المرأة السياسي في لبنان؟
السياسة ليست سهلة على الرجل فكيف هي على المرأة؟ وأشجع كل من هي قادرة وتملك المقومات والرغبة على الدخول إلى المعترك السياسي.

*كيف تصفين الوزير سليم وردة كأب وزوج؟
نزيه وصاحب شخصية قوية وأنا محظوظة به لأنه رجل "مريح" وغير متطلب... له طبع خاص لكنه "هنيء". لا يحمل هموم العمل إلى البيت. وهو أب رائع، يدلل ولديه كثيراً ولا يعاملهما بقسوة، لكن من جهة أخرى لا يردد كلمته أو طلبه مرتين، وهما بالمقابل يأخذان برأيه في معظم ما يقومان به. وقد علمهما معرفة قيمة ما لديهما.

* حكي كثيراً عن حب زوجك للطعام وعن علاقته بـ "اللقمة الطيبة"؟
إنه يحب تذوق أطيب وأفضل الأطعمة في كل المطابخ، يحب تجريب الأطباق الجديدة والغريبة، وعندما نكون خارج لبنان، يريد دائما اكتشاف اطباق البلد الذي نزوره. فيحب أن يفتح أبواب جميع المطابخ العالمية دون استثناء. وهنا لا نلتقي بهذه الناحية، إذ لا أرغب في تذوق أي طبق جديد على الإطلاق، أما في البيت فهو ملتزم بنظام غذائي صحي.
كما يحرص على أناقة الطاولة وترتيبها قبل أن يفكر في طعم الطبق.
*هل من هوايات مشتركة؟
السفر الحل الوحيد للهروب من الضغوط مع إننا في هذه الفترة لم نعد نسافر كما كنا نفعل من قبل... نهوى السباحة والمشي حيث نجدها فسحة للتعبير عما في داخلنا. والقراءة هواية زوجي اليومية المسائية، وخاصة الكتب السياسية والتاريخية، أما أنا فأفضل قراءة سير الحياة.

*ماذا يزعجك في طبع زوجك؟
إنه هادىء أكثر من اللزوم، أما أنا فطبعي "ناري" لكني اعتدت على طبعه وشخصيته.

*ماذا عن ولديك؟
مايسي ابنتي الكبرى (14 سنة) هادئة جداً وذكية وهي قريبة الى طبع والدها اكثر من طبعي، آخذ في رأيها دائماً، أما ابني عزيز (12 سنة) فهو منطلق وديناميكي ومحب للحياة.