المديرة التنفيذية لمؤسسة GCON ومطورة الأعمال غادة المقبل لـ "هي": نسعى لبناء البنية التحتية للرياضات الإلكترونية للنساء

حوار: "جمانة الشيخ"

تصوير فوتوغرافي: مشعل الحلافي

أزياء:  Mira Y Mano

تعد الرياضات الإلكترونية أحد أكبر أعمدة قطاع الألعاب الإلكترونية، وهو قطاع تركز عليه رؤية المملكة 2030، ولكثرة تواجد العنصر النسائي وتعدد إنجازاته، تستضيف "هي" غادة المقبل في حوار حصري عن إنجازاتها في عالم الألعاب الإلكترونية. غادة المقبل هي المالكة والمديرة التنفيذية لمؤسسة GCON، كما تعمل مطورة أعمال في Nine66، إحدى شركات Savvy Games Group، والتي أنشأها صندوق الاستثمارات العامة.

تخرجت من جامعة الملك سعود عام 2019 بمرتبة شرف في الإعلام والاتصال الاستراتيجي، وبتخصص مساند في العلوم السياسية، ولدى غادة خبرة 8 سنوات من العمل في قطاع الألعاب الإلكترونية في الإدارة وتطوير الأعمال والتسويق.

وإضافة إلى خبراتها الأخرى في القطاع، عملت غادة محللة أعمال ومستشارة إقليمية في استديو تطوير الألعاب الأمريكي ThatGameCompany المطور للعبة Journey الحاصلة على العديد من الجوائز باعتبارها أفضل لعبة، كما أنها مديرة مشاريع مختصة بـ"التلعيبفي اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.

غادة المقبل لـ هي : الرياضات الإلكترونية هي أحد أكبر أعمدة قطاع الألعاب الإلكترونية الذي تركز عليه رؤية المملكة 2030

متى بدأتِ في عالم الألعاب الإلكترونية؟

بدأت هوايتي منذ الصغر، وما زالت الألعاب الإلكترونية أحد اهتماماتي الشخصية إلى جانب اهتماماتي الأخرى حتى هذا اليوم. إلا أني بدأت العمل في القطاع منذ عام 2014 عندما كنت في المرحلة الثانوية.

ما هي "جيكون"؟ وكيف بدأت فكرتها؟

"جيكون" مؤسسة مهتمة بتنمية قطاع الألعاب الإلكترونية من خلال دعم وتمكين مجتمع اللاعبين فيه، وذلك بتنظيم العديد من الفعاليات وورش العمل والبطولات واللقاءات والدراسات وغير ذلك. كما تركز "جيكون" بشكل خاص على تمكين النساء في القطاع، وتصب أعمالنا ومشاريعنا في ثلاثة مجالات، وهي الرياضات الإلكترونية، وتطوير الألعاب، والترفيه.

أُسِّست "جيكون" في عام 2012، لتكون أول معرض ألعاب إلكترونية مخصص للنساء، وقد جذبت معارض "جيكون" السنوية أكثر من 20 ألف امرأة مهتمة بالقطاع. وفي عام 2019، وبعد العمل في "جيكون" منذ عام 2014، ترأست المنظمة، وأعدت تأسيسها وتأسيس الأهداف، ورؤية وتوجه المؤسسة، بما يتناسب مع التطورات الحاصلة والمتقدمين إليها على ضوء رؤية المملكة 2030.

في رؤيتها الجديدة، تسعى "جيكون" للمساهمة في إشادة البنية التحتية لقطاع الألعاب الواعد في المملكة، وذلك من خلال إنشاء مبادرات تركز على الجوانب التعليمية والمهنية والاجتماعية والترفيهية في الرياضات الإلكترونية، وتطوير الألعاب من خلال خبرات ومعرفة فريق "جيكون" بالقطاع والمجتمع بوجه عام، إضافة إلى الاستمرار في تشجيع النساء ودعمهن في القطاع من خلال توفير الفرص لهن وتمثيلهن.

ونسعى من خلال برامجنا لإحداث تغيير وتطوير إيجابي في القطاع من خلال وصولنا وفهمنا للمجتمع والشريحة المستهدفة، إضافة إلى تمكين وتطوير مهارات النساء في هذا القطاع، وإبراز جهودهن.

وتشمل خدماتنا إدارة فعاليات المجتمع، واللقاءات، وبطولات الرياضات الإلكترونية، وبطولات تطوير الألعاب، وورش العمل والدورات، إضافة إلى خدمات الاستشارة والأبحاث والدراسات للقطاع، ولشريحة النساء في القطاع.

علما بأن لدينا قاعدة جماهيرية كبيرة بين النساء في المجتمع، نظرا لما ننظمه من فعاليات مخصصة للنساء في المجال.

ما المعوقات التي واجهتموها منذ بداية التأسيس؟ وكيف تجاوزتموها؟

تمثلت المعوقات في بداية تأسيس "جيكون" في إقناع الجهات والشركات المعنية بوجود مجتمع للنساء مهتم بالقطاع، ويستحق الدعم والالتفات له بصفته شريحة مستهدفة فيه. وهو ما جرى إثباته سريعا عندما جذب أول معرض لـجكيونفي عام 2012 ما يقارب 3000 امرأة من الحضور.

في ظل تركيز المملكة العربية السعودية على الرياضات الإلكترونية، كيف أثر ذلك في "جيكون"؟

بطولات الرياضات الإلكترونية لطالما كانت نقطة جذب أساسية ورئيسة للنساء في معارض "جيكون" منذ البداية وقد مكننا اهتمام المملكة بالرياضات الإلكترونية، ودعم وبناء القطاع من التركيز أكثر على النساء في المجال، والحصول على الدعم من جهات القطاع الخاص والعام لاستمرارية دعم النساء في المجال.

كيف وجدتم الدعم من الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية تحديدا؟

لدى الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية الكثير من المبادرات التي أحدثت ثورة في مجال الرياضات الإلكترونية في مدة زمنية قصيرة. ونشيد باحترافية عمل الاتحاد، وحرصه على الاستماع لجميع الجهات والمنظمات والمجتمعات في القطاع، ومعرفة كيفية دعم المجتمعات في المجال. ولدينا علاقة ممتازة مع الاتحاد، وذلك لحرصه المستمر على الاستماع للمجتمع ودعمه.

حدثينا عن وجود المرأة في عالم الرياضات الإلكترونية وأهميته.

نسعى في "جيكون" لبناء البنية التحتية لمجال الرياضات الإلكترونية للنساء، وذلك بدعمهن وفهم احتياجاتهن ورغباتهن، ليتمكنّ من المنافسة إلى جانب زملائهن الرجال، ويحصلن على فرص متساوية.

نلحظ في الوقت الحالي زيادة عدد النساء المهتمات في المجال، حيث جذبت بطولات "جيكون" المخصصة للنساء فقط في العام الماضي 400 امرأة شاركت في بطولاتنا للرياضات الإلكترونية. كما ظهرت على الساحة أندية نسائية، مثل نادي Valar، ونادي Risenhood، ونحن فخورون جدا بهذه الأندية، ونأمل رؤية المزيد، ومشاركة المزيد من النساء فيها. ونشير أيضا إلى إنشاء الاتحاد العربي للرياضات الإلكترونية لجنة للنساء، وتكوين نادي "فالكون" فريقا مخصصا للنساء، وجميع هذه الأمور تسهم وبقوة في تمثيل وتشجيع المزيد من النساء في هذا المجال.

على الرغم من ذلك، ما زال لدينا طريق طويل للوصول إلى هدفنا، فبالإشارة إلى الدراسة والإحصاءات التي نعمل عليها حاليا في "جيكون"، 70 في المئة من النساء يفضلن المنافسة في بطولات مخصصة للنساء فقط، و19 في المئة لا يمانعن في المشاركة في الدوريات والبطولات الكبيرة، بينما 81 في المئة من النساء اللواتي يمانعن لديهن معوقات مختلفة، مثل عدم توفر الفرص، الخوف العام من التجربة، وعدم الرغبة في الظهور الإعلامي وغيرها.

نسعى من خلال دراستنا هذه لمعرفة كيفية تمكين النساء في الرياضات الإلكترونية، ومعرفة التفاصيل التي يجب علينا إضافتها في برامجنا الحالية والقادمة، والتي تشمل بطولات شهرية مخصصة للنساء فقط، وبطولات شهرية للجميع، إضافة إلى مبادرات ذات نطاق أوسع وأكبر سنعلن عنها قريبا.

أين ترين مستقبل هذا النوع من الرياضات؟ وكيف بإمكان السعوديات والسعوديين التطوير فيه؟

ما يميز الرياضات الإلكترونية أنها تدخل في نطاق مجالين، الرياضة (الإلكترونية) والترفيه. وبذلك يكون القطاع من أكبر القطاعات حول العالم، ويستمر في التقدم والتطور، تزداد أرباحه حول العالم، ولا يخفى على الجميع مكانة المملكة حاليا، وما هي متجهة إليه في مستقبل القطاع، لتكون إحدى أكبر الوجهات للرياضات الإلكترونية.

يقدم الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية الكثير من البرامج المميزة لدعم الأندية واللاعبين، إضافة إلى الأكاديمية، وهو ما يحقق تطورا في مهارات اللاعبين، واستمراريتهم في المجال.

حدثينا عن إنجازاتك في عالم الألعاب والرياضات الإلكترونية؟

سعدت بتمثيل المملكة والمنطقة في الكثير من المحافل والمؤتمرات وورش العمل العالمية، منها Game Arts International Assembly ، وتمثيل المنطقة بصفتي عضوا من الحكام في اللجنة الدولية لحفل توزيع الجوائز GANG awards. كما كان لي الشرف في تمثيل النساء في قطاع الألعاب في المملكة في الكثير من المؤتمرات، منها جلسة حوارية في منتدى مسك العالمي حول الرياضات الإلكترونية إلى جانب رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، ورئيس الاتحاد البريطاني للرياضات الإلكترونية.

كما أشير لدعم الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، لتمكين النساء في القطاع، حيث كنت في قائمة الاتحاد للنساء اللواتي صنعن تغييرا في القطاع.

كما تشرفت بإضافتي ضمن 100 شخص مؤثر حول العالم في قطاع الألعاب في قائمةGamesIndustry.biz  لعام 2021.

كيف تسهم الرياضات الإلكترونية في تحقيق رؤية 2030؟

الرياضات الإلكترونية هي إحدى أكبر أعمدة قطاع الألعاب الإلكترونية، وهو قطاع تركز عليه رؤية المملكة 2030، ويسهم التطور الحالي الحاصل في مجال الرياضات الإلكترونية في المملكة في جعل المملكة إحدى أهم الوجهات عالميا لقطاع الألعاب الإلكترونية، بما يتوافق مع رؤية المملكة.