Christie's Education يأخذنا في رحلة عبر عالم المطرزات

موقع هي – لمى الشثري 
 
لعل القليلين يعلم بأن "دار كريستيز Christie’s " العريقة للمزادات الفاخرة لديها قسم أكاديمي تحت عنوان عنوانChristie’s Education  يقدم برامج تعليمية متعددة المستويات من درجة الدكتوراة إلى الماجستير وصولاً إلى الدورات القصيرة لغير المحترفين. 
 
وتتخصص هذا البرامج بالطبع في تاريخ الفن بأنواعه المختلفة بالإضافة إلى تطبيق الاحترافية الرفيعة في عالم مزادات الفنون. وتقدم هذه البرامج في ثلاث من أهم مدن العالم التي لها دور مهم في حركة الفنون التاريخية والمعاصرة وهن لندن ونيويورك وهونغ كونغ. 
 
ونعلم جميعاً أن مدينة دبي تسعى بجهود حثيثة بتوجيهات مباشرة من الشيخ محمد بن راشد لتطوير دائرة الفنون و استقطاب الأسماء المهمة في هذا العالم الجميل بالإضافة إلى تشجيع الأيادي الإبداعية الشابة سواء الوطنية منها أو المقيمة على أرض دبي. 
 
ويبدو أن دار كريستيز Christie’s  أيضاً توسمت في مدينة دبي البيئة المناسبة لاستعراض ما تقدمه من برامج تعليمية بالإضافة إلى استهداف المدينة لتكون محطة لمزاداتها العالمية وذلك لوضوح الأنظمة اللوجستية ودقتها فيما يتعلق بالإجراءات الجمركية للقطع الفنية التي تعرضها الدار. 
 
وكعادتنا نحرص دائماً في موقع "هي" على التواجد حيثما تكون النخبة والفنون الرفيعة حيث كان لنا نصيب من المقاعد المحدودة التي قدمتها الدار لعشاق الفنون لتأخذهم في رحلة عبر عالم المطرزات الرائع. وقد قدمت العرض السيدة بات فروست Pat Frost خبيرة المطرزات في الدار والتي تحدثت عن تاريخ المطرزات في مناطق آسيا الوسطى مثل بخارى و طشكند و أوزبكستان وطاجكستان وغيرها. 
 
يطلق على هذا النوع من المطرزات في ذاك الجزء من العالم تحديداً اسم سوزاني Suzani  وهي مفردة مشتقة من كلمة سوزن Suzan  الفارسية والتي تعني إبرة. ويقوم بحياكة هذه المطرزات قبائل كجزء من طقوس الزواج للعروس حيث تطرز عائلة العروس أغطية فراش الزوجية باليد بأقمشة وخيوط من القطن وأحياناً من الحرير القادم عبر تجارة طريق الحرير Silk Road من الصين والهند. وتقوم بعض القبائل الغنية بتطريز قفطان العريس بخيوط من الذهب؛ بينما تعرض العروس كل ثروتها يوم زفافها فتغطي صدرها بحلية تتفاوت في وزنها وثمنها حسب مستوى العائلة المادي ومكانتها الاجتماعية. 
 
وأضافت السيدة فروست أن الرسومات المطرزة على هذه الأقمشة هي مستوحاة من البيئة التي تحيط بهذه المناطق مثل النجوم من بخارى والدوائر من نوراتا؛ كما أنها تأتي أيضاً من أشياء عملية مثل تصميم السراج اليومي الذي نجده في كثير من مطرزات ذاك الوقت. 
 
أما المدة التي تستغرقها اليد المطرزة في صنع هذه الروائع فتختلف حسب مهارتها في خياطة الغرز باختلاف أنواعها وكذلك حسب ثروة العائلة وأهميتها فهناك بعض المطرزات التي يرجح أنها استغرقت ما يقارب عاماً من الزمان. كما ذكرت فروست بأن العديد من هذه المطرزات الجميلة تم تنفيذها على سجاد الصلاة والتي رأينا بعضها في قصر توب كابي في أسطنبول. 
 
وقد حذرت السيدة فروست بأن بعض التجار وجدوا أن هذا النوع من المطرزات يدر الكثير من الأرباح لجماله واهتمام الناس به وكذلك لصعوبة تحديد تاريخه؛ لذا عمد البعض منهم إلى التواصل مع قبائل آسيا الوسطى التي لا تزال تصنع هذا النوع من المطرزات بخبرة وعلى الطراز القديم للتجارة بها في سوق الأثريات.