حبوب التنحيف: تحمل الموت أكثر من الرشاقة

للمعلنين والشركات، هي تجارةٌ تدرَ عليهم الملايين وحتى المليارات. ولعامة الناس، هي حلمٌ سريع للوصول إلى النحافة والرشاقة بأقصر السبل ودون الحاجة لاتباع أي حميات أو نظام صارم أو ممارسة الرياضة.
 
وما بين الإثنين، يبقى السؤال: ما الذي تخبئه هذه الحبة السحرية في الواقع؟ 
 
قبل أن نجيب على هذا السؤال، نود إعلامكم بأنه وخلال العقد الماضي، تمَ تسجيل عدد من حالات الإصابة بأمراض القلب الناتجة عن أخذ حبوب التنحيف وكذلك مشاكل صحية عديدة. وقد انتهى بعض هذه الحالات بالموت، كما حصل مع فتاة بريطانية توفيت منذ يومين بسبب تناولها "جرعةً زائدة" من حبوب التنحيف.
 
المخاطر الكامنة في حبوب التنحيف
حبوب التنحيف متوفرة للشراء بعدة طرق: هناك حبوبٌ لا تُباع إلا بوصفة طبية، وهناك حبوبٌ يمكن شراؤها من دون وصفة طبية. كما أن هناك مكمَلات غذائية نباتية متوفرة أيضاً دون وصفة طبية، فيما تُباع أنواعٌ أخرى على شكل مسحوق مخلوط مع الماء.
 
أخطرها هي الحبوب التي تُباع بشكل فردي عن طريق الإنترنت ولا يتم تسويقها من خلال شبكات تسويق، وهي تكون عادةً مكمَلات غذائية أو حبوبٌ غير موافق عليها من قبل وزارة الصحة أو لم تخضع لأبحاث تؤكد الوعود المكتوبة على العبوة.
 
نوع الحبوب الأخير هو المشكلة الأكثر خطورة، إذ لا يمكن فحص المنتج والإلمام بمحتوياته، وبالتالي لا نستطيع أن نعرف ما هي المواد المصنوعة منها هذه الحبوب. ولا تزال هناك حبوب تنحيف تُباع في السوق وتحتوي على المادة الفعالة (PPA -phenylpropanolamine). وقد وجدت الدراسات أن هذه المادة الفعالة يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، لذا من المهم التاكد من أن حبوب التنحيف التي نشتريها لا تحتوي على هذه المادة الفعالة.
 
ما هي أنواع حبوب التنحيف بوصفة طبية؟
مثبَطات الشهية: هذه الحبوب تقمع الشهية وتجعلنا نشعر بالشبع. والحقيقة أن هذه الحبوب تعمل بشكل مشابه للحبوب المضادة للإكتئاب، إذ تعيق إعادة امتصاص الناقلات العصبية السيروتونين والنورإدرينالين في الدماغ. وعند تأخر إعادة الإمتصاص، تكون هناك ناقلاتٌ عصبية أكثر في الدماغ وهكذا نشعر بالشبع والإمتلاء لفترة طويلة ونتناول طعاماً أقل.
 
ويتم فحص عدد من الأدوية المختلفة مثل دواء ال "توبيرامت" الذي يعالج الصرع ودواء ال " ميتفورمين " الذي يعالج مرض السكري، وذلك لفحص ما إذا كان بالإمكان إستخدام هذه الادوية كأدوية للتنحيف.
 
يمكن لحبوب التخسيس التي تقمع الشهية تحفيز الجهاز العصبي الودي، مما يعني زيادةً في ضغط الدم ووتيرة ضربات القلب وحتى التسبَب بأمراض القلب.
 
ما الذي يجب معرفته قبل أخذ حبوب التنحيف؟
- حبوب التنحيف التي تُعطى بوصفة طبية ليست موجهة للأشخاص الذين يرغبون بإنزال بضعة كيلوغرامات من وزنهم، وإنما للأشخاص الذين تزيد أوزانهم عن 30% مما ينبغي أن يكون.
- يمكن لحبوب التنحيف أن تؤدي لمشاكل في الجهاز الهضمي، كالغازات والإسهال، وذلك لأن هذه الحبوب تعرقل نشاط إنزيم "الليبتاز" المسؤول عن تحلَل الدهون من الطعام وامتصاصها في الجسم. وفي هذه الحالة، لا بد للطبيب أن يوصي بأخذ الفيتامينات يومياً.
 
هل حبوب التنحيف فعالةٌ حقاً؟
ما لم تكونوا حصلتم على حبوب التنحيف من طبيب مختص أو بواسطة وصفة طبية، لا يُنصح أبداً بشراء أو تناول حبوب تجدونها مع أصدقائكم أو تشترونها عبر الإنترنت. فحتى الحبوب التي وُصفت بأنها مصنوعةٌ من النباتات الطبية، لا يعني أنها آمنةٌ تماماً. 
 
كثيرٌ من أنواع الحبوب يمكن أن تكون مزيفة، وبالتالي حتى لو حملت المصطلحات الطبية المعروفة والموثوقة، لا بد أن يتم وصفها من طبيبكم وأن يتم شراؤها من مصدر موثوق.
 
حبوب التنحيف جيدةٌ وفعَالة إن كانت بوصفة طبية، وينبغي أن تساعد على التخلص من 5-22 كيلوغرام خلال ستة أشهر. ولا بد من التذكير أن الإفراط في تناول حبوب التنحيف بعد هذه المدة يكون له عواقب صحية خطيرة كأمراض القلب والسكتة الدماغية، كما أن الجسم يطوَر مقاومةً لتأثير الحبوب فيتوقف نزول الوزن حتى على الرغم من الإستمرار في تناول حبوب التنحيف.