حمية العصر الحجري

 

أحب قراءة كل ما يصدر عن الحميات من كتب جديدة. ولعل من أكثر ما أثار اهتمامي مؤخراً هو حمية ليست جديدة إلا أنها فعلاً مثيرة للإهتمام، يطلق عليها مبتكرها الدكتور الأميركي روب وولف إسم حمية الـ"باليو"، وألف عنها كتاباً بعنوان "الحل في الباليو- الحمية الطبيعية للإنسان" The Paleo Solution, The Original Human Diet. 

 

 

حمية "باليو" Paleo تعود بنا إلى غذاء الإنسان في العصر الحجري، ولذلك فهي بسيطةٌ تخلو من حساب السعرات الحرارية وكمية الطعام الموجود في كل أنواع الحميات الغذائية المعروفة أي أنها ليست حمية لإنقاص الوزن وإنما أسلوب حياة. 

 

فهي عبارةٌ عن غذاء الإنسان منذ عشرة ملايين عام قبل التاريخ وتناوله على مدى سنوات تطوره قبل بداية عصر الزراعة. أي أن جينات الإنسان مهيأة لتناوله وأجهزة جسمه مبرمجة على التغذية على أنواعه فقط.

 

كلمة "باليو" تأتي من كلمة "باليولثيك" وهو الإسم الذي يُطلق على الفترة التاريخية التي اختُرعت فيها أول آداة مصنوعة من الحجر والتي امتدت حتى عصر اكتشاف الزراعة. وخلال هذه الفترة كان الناس ينقسمون إلى فئتين إما جامعي غذاء gatherers أو صائدي غذاء hunters، ولهذا فحمية الباليو يُطلق عليها أحياناً إسم حمية أهل الكهف. فخلال هذه الفترة كان الإنسان يتغذى على اللحم بنسبة 65% والخضروات البرية بنسبة 35% وطبعاً الماء كان المشروب الوحيد الذي يعرفه.

 

أي أنها نظامٌ غذائي يخلو تماماً من أي طعام مصنَع أو مضاف إليه المواد الحافظة أو الألوان. والسبب  أن جسم الإنسان لم يُصمم ولم يتطور على مدى العهود لكي يهضم هذه المواد. كما لم يُصمم لتناول أي غذاء به ألبان أو غلوتين أو النباتات البقلية كالحمص والفول والخضروات النشوية. ومن الممنوعات أيضاً أي طعام مصنَع أو مضاف إليه السكر أو الملح، فجسم الإنسان لا يستطيع التعامل مع لحم البقر الذي يتغذى على الحبوب وتنفخ أجسامه بالإسترويد والمضادات الحيوية، فالبقر يفترض أن يأكل الحشائش الطبيعية. ونفس المبدأ ينطبق على الأسماك، لذا تناولي البري الذي تم صيده من البحار وليس المُربى في مزارع. 

 

وبالطبع لن تحتاجي لأن تجمعي غذاءك أو تصيديه من الغابات، لكن اختاري كل ما هو طبيعي بقدر الإمكان. فحمية أهل العصر الحجري كانت تتكون مما هو متوفر في الطبيعة حسب الموسم، وكل ما عليك فعله هو أن تتخيلي ما لم يكن متوفراً لهم وتبتعدي عنه. فكل غذاء طبيعي متوازن ينتج عنه إنخفاض الوزن بدون معاناة ولا جوع كما يؤكد الخبير الأميركي. 

 

وبالطبع ليس من الممكن التقيد الحر بهذه الحمية ولذلك في إمكاننا أن ندخل بعض التغييرات التي لا تؤثر على جوهرها. فيمكن إدخال بعض أنواع الطعام بإعتدال لا يؤثر على فائدتها مثل الجبن الكامل الدسم والزبد فهو غنيٌ بفيتامين "ك2" K2 وبعض الأحماض الأمينية المهمة للصحة. ويمكن أيضاً إضافة الشوكولاته السوداء بكمية قليلة، وأيضاً بعض أنواع الزيوت مثل زيت الزيتون النقي. وكلها أغذية لم يعرفها إنسان أهل الكهف ولكنها مفيدة ولذلك فإن إضافتها يزيد من فائدة هذه الحمية.

 

وغذاء أهل الكهف لم يعرف القمح والألبان لذلك ربما تجد المحبات للمخبوزات أن التقيد بهذه الحمية صعبٌ. لكن لا مانع من أن تدلَلي نفسك بين وقت وآخر بخبز كيكة أو بعض البسكويت وبدلاً من طحين القمح إستعملي طحين جوز الهند أو اللوز. وبدلاً من السكر إستعملي العسل وأدخلي بعض قطع الفاكهة لمزيد من الحلاوة. ولكن تذكري أن كلها أشياء لا تدخل ضمن حمية أجدادنا الأوائل لذلك قلَلي منها خصوصاً إذا كان هدفك هو تخفيض وزنك وليس مجرد الإلتزام بحياة صحية.

 

 

لحم البقر الخالي من الدهون – الدجاج – البيض – لحم الحبش والحمام – السمك البري– الأصداف البحرية كالقواقع والروبيان والكابوريا – الفاكهة والخضروات العضوية ما عدا الكربوهيدرات مثل البطاطا والبطاطا الحلوة – الحبوب والبذور باستثناء الفول السوداني والحمص– الفاكهة المجففة – زيوت الزيتون والأفوكادو الجوز والكانولا وبذور العنب بكميات معتدلة.

 

 

منتجات الألبان – حبوب الذرة والأرز والقمح والبارلي والشوفان والكينوا – الخضروات الغنية بالنشاء مثل الفاصوليا – الطعام الكثير الملح – اللحوم المليئة بالدهن – المشروبات الغازية والعصير المضاف إليه السكر – جميع أنواع الحلويات والمخبوزات.

 

* تخفيض الوزن من دون الشعور بالجوع والحرمان.

* تحسين البشرة.

* منح عضلات متماسكة.

* تحسَن نومك فتشعرين بالراحة والحيوية.

* تحسن نشاط أجهزة جسمك لأنها تحميها من العمل المضاعف للتخلص من سموم الأغذية المصنعة.

* ازدياد قوة جهازك المناعي فتقل إصابتك بالأمراض.

* تحسَن عمليات الهضم والأيض.

* تحسَن  تناسب الـ"أوميغا 6" وال"أوميغا3" في الجسم ما يقلَل الإصابة بالإلتهابات، فيقل التعرض لأمراض القلب. كما أنها غنيةٌ بالأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن وخالية من المواد الكيميائية.