علاج السرطان عبر العقل الباطني

تؤكد دراسات عديدة أن التخيّل الإيجابي الموجّه عبر العقل الباطني يسهم إلى حدٍ بعيد في الشفاء من مختلف الأمراض بينها السرطان. ويُعتَبَر أهم بحث أُجري فى هذا المجال؛ هو ذلك البحث الذى قام به الطبيبان الأميركيان؛ كارل سيمنثون وستيفاني سيمنثون، بمركز أبحاث السرطان بولاية "تكساس" الأميركية.
 
فقد قام العالمان بعلاج مجموعة من مرضى السرطان بالصور العقلية، فتعلم المرضى أولاً كيفية تحقيق حالة الاسترخاء العميق ثم طُلِبَ منهم بعد ذلك مباشرة، تخيّل صور عقلية لتحطيم الخلايا السرطانية بأجسامهم.
 
يتصور أحدهم مثلاً أن خليّة أمينية ضخمة تقوم بالتهام الخلايا السرطانية، وتخيّل غيره أن عربة ذهبية ضخمة كعربات جمع القمامة تتجول بمختلف أنحاء جسمه وتجمّع الخلايا السرطانية لنفيها بعيدًا عن جسمه.
 
وقد وجِدَ من نتائج هذه التجربة أن الصور العقلية الإيجابية التي داوم على تصورها هؤلاء المرضى، ووافقت على رغباتهم القوية فى تدمير الخلايا السرطانية بصرف النظر عن أشكال أو مضمون هذه الصور، ساعدت المرضى بالفعل على خفض حدّة المرض وزيادة مناعتهم في التصدي له.
 
ويذكر البحث أن أحد هؤلاء المرضى على وجه الخصوص والذي قام بتخيّل هذه الصور العقلية الإيجابية عدة مرات يوميًا لم يُشفَ فقط من السرطان، وإنما استطاع كذلك أن يتخلص من أوجاع المفاصل (الروماتيزم)، ومن الضعف الجنسي، الذي لازمه لأكثر من 20 سنة.
 
ومن المعروف أن التطبيق العلمي لهذه النظرية قد بدأ في العام 1971، حيث استوحى الدكتور سيمونتون هذه التقنية من مبادئ التأمل التجاوزي والتنويم المغناطيسي، إضافة إلى بعض نظريات علم النفس التطبيقي التي يؤمن بها، وبدأ تطبيقها تدريجاً على مرضاه.
 
ويؤكد الباحثون المؤيدون لهذه النظرية، أن الطاقة الشفائية التي تنجم عن تفاعل الصور الذهنية الإيجابية، تتحوّل إلى قوة بالغة الفعالية، علماً أن أدنى ارتياب بدورها قد يغيّر اتّجاهها الأمر الذي يحول دون تحقيق الرغبة المتوخّاة.
 
ويتوجب على من يطبق هذا العلاج أن يتدرب على إتقان رياضة التنفّس والاسترخاء، ومن ثمّ التحكّم بالصور الخيالية بطريقة بالغة.