فوز محمد عساف يتخطى الحدود والقضية

هي – أسماء وهبة هل فاز محمد عساف أم الجمهور الذي انتظر انتصارا ما؟ سنذهب إلى اللحظة التي تلت إعلان نتيجة فوز المشترك الفلسطيني محمد عساف بلقب محبوب العرب. إنها اللحظة التي علت فيها أصوات المفرقعات والألعاب النارية التي ملأت سماء العاصمة اللبنانية بيروت، ومدينة صيدا، والمدن الفلسطينية الثلاث: رام الله وغزة والناصرة، بين ضجيج الشباب السعيد بهذا الإنتصار، وكأنه هو من توج محبوبا للعرب! وليس ذلك الشاب الأسمر النحيل محمد عساف. نزلوا إلى الشوارع التي كانت تنتظرهم في مسيرات حملوا فيها العلم الفلسطيني وصورة نجمهم المحبوب، الذي قدم لهم على طبق من ذهب بهجة انتظروها طويلا بين سيل من الإحباطات. لم يكن محمد عساف هو الهدف بل الفرحة التي أرادها الناس لأنفسهم. إنها اللحظة المباغتة التي ظنوا بعد يوم طويل سبق الحلقة امتلأ بالشائعات عن ضغوط تمارس على قناة mbc لحجب اللقب عن محمد عساف لصالح زميله المشترك المصري أحمد جمال، بسبب عدم رغبة أحد الجهات الراعية للبرنامج بفوز مشترك فلسطيني باللقب، لتأتي النتيجة مغايرة لكل التغريدات والتعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي. وما كان لافتا في حلقة السبت من برنامج Arab idol ما حدث بعد إعلان النتائج. وهو ما لم نره قبل ذلك في أي برنامج آخر للمواهب منذ انطلاقها مع سوبر ستار وستار أكاديمي وصولا إلى x factor، من ناحية التمثيل الرسمي لوكالة اللاجئين الفلسطينين "الأونروا"، التي يبدو أنها كانت جاهزة لمنح محمد عساف لقب سفير نوايا حسنة. هذا بالإضافة إلى حضور الحلقة الختامية وفد رسمي فلسطيني الذي منح محمد عساف بقرار من الرئيس محمود عباس جواز سفر دبلوماسي. أي أن المشترك الفسلطيني ذو الأثنين وعشرين ربيعا حصل على لقب أممي وآخر ددبلوماسي وثالث فني بعد فوزه في Arab idol. وبالتأكيد لم يستوعب محمد عساف طبيعة الألقاب التي حصل عليها دفعة واحدة في هذه الليلة الإستثنائية في حياته! وبعد إنتهاء حلقة السبت، بات فوز محمد عساف بلقب محبوب العرب الخبر الأبرز في مواقع التواصل الإجتماعي خصوصا فايسبوك وتويتر. الجميع يهنئ ذلك الشاب الذي ربطوا بينه وبين موهبة عبد الحليم حافظ الهادئة في شكلها والعميقة في مضمونها. تلك الموهبة التي تأتي على مهل فتتسلل بخفة ورشاقة إلى القلوب من دون أن ندري متى؟ وكيف؟ ولماذا؟! هذا وهنأت الفنانة أنغام المشترك محمد عساف بفوزه باللقب، حيث كتبت على صفحتها في twitter: "مبروك وتستاهل... ربنا يحميك". وكذلك فعلت الفائزة بجائزة نوبل للسلام الناشطة اليمنية توكل كرمان، فغردت قائلة: "أتمنى أن نشاهد محمد عساف في أكثر من قطر وبلد في وطننا العربي الكبير، كي يكون للفن في حياتنا حيز ومساحة كافية". اما الشاعرة الكويتية سعدية المفرح فتساءلت عن آخر مرة اجتمعت فيها المدن الفلسطينية: غزة ورام الله والناصرة، مؤكدة أن لحظة فوز محمد عساف نجحت في ذلك، وكأنها بذلك مشيرة إلى ما يمكن أن يفعله الفن بعد أن فشلت فيه السياسة! ويبدو أن هذا الإهتمام بموهبة محمد عساف لم يأت من فراغ. إنه الفلسطيني الأول الذي يفوز في برامج الهواة، بعد أن قدم للمتلقي طريقة جديدة في الحب والغناء بهوى فلسطيني بعيد عن المناكفات السياسية والصراعات ووجع الإحتلال. إنه من أعاد الفرح إلى قلوب غادرتها طويلا، فاحتفى الناس بابن فلسطين الذي حقق لهم نصراً ما، ما يؤكد أن الفن سلاح يستطيع أن يجعل العالم بنكهة أجمل.