النجاح.. بين الواقع والخيال

الفستان الأبيض والفارس القادم من المجهول على ظهر حصانه ، حلم كل فتاة منذ الصغر ، تماما كما هو حلم أي شاب أن يؤسس منزلا يضمه إلى جانب حبيبته وصغاره يلفه الحنين والهدوء والمحبة والسكينة. مع مضي الوقت قد ترتدي الفتاة الفستان الأبيض لكن بدون الفارس الذي رسمته في خيالها ، وقد يؤسس الشاب منزله الصغير لكن بدون هدوء ولا سكينة ، وإذا بحثنا عن الأسباب نجد أنها تكمن في نفس الفتاة ونفس الشاب ولا تكمن في الغالب في الطرف الآخر. في الغالب تقول الفتاة عموما إنها تبحث عمن "يحتويها" ، مع الاعتراف بأن كلمة "الاحتواء" كلمة مطاطة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والتفسيرات ، وعلى الفتاة هنا أن تحدد تماما ما تعنيه ، فهل تبحث عن شخص يحتوي أنوثتها ويفهم طريقة تفكيرها ، أم أنها تبحث عن شخص يحقق رغباتها وأحلامها ، أم تراها تبحث عن شخص يتقبلها كما هي بدون أن تبذل حتى جهدا في التغيير. ذات الأمر ينطبق على الشاب ، فهو يبحث عن فتاة هادئة نظيفة تفهم متطلباته ، وعليه أن يحدد تماما ما يعنيه بهذا ، فهل يبحث عن إنسانة تتقبله كما هو بكل ما فيه دون أن يفكر بالتغيير ، أم يبحث عن إنسانة هادئة لا تجادله ولا تناقشه. من هنا يأتي اختلاف الأحلام عن الواقع ، فكلنا قد لا نجد ما رسمناه في مخليتنا في الحياة الحقيقية ، وتبدأ الخلافات والصراعات وتنتهي إما بقبول الأمر الواقع رغم مراراته أو بالانفصال ويضيع السكن والسكينة. ونصيحتنا هنا أن لا نغالي في طلباتنا وأن لا نترك العنان لأحلامنا ، علينا أن نعي تماما بأن الزواج هو بداية الطريق وليس نهايته فالزواج بحد ذاته ليس غاية ، إنما هو وسيلة لحياة مليئة بالود والتفاهم والمحبة ، عليك عزيزتي الفتاة أن تكوني تماما كالعشب الناعم تنحنين مع النسيم ولا تكسرك الرياح العاتية ، وعليك عزيزي الشاب أن تدرك بأن المرأة ليست آلة فهي نعم المستشار وهي نعم المفكر والمدبر إن أنت وضعتها في مكانتها التي تستحق.