المهمة المُضنية للعثور على مستشار استثماري

فكرة التخطيط المالي بحد ذاتها ترعبني، لقد فعلت كل ما بوسعي لتجنب أي نقاش حولها طوال حياتي، وهذا لا يعني أني لا أملك خطة في بالي لما أريده لعائلتي، ولكن عندما يأتي الوقت لوضعها والعمل على تنفيذها، فإنني أختلق أمراً يحول دون ذلك، ويمكّنني من الترهب من تلك المسؤولية.

لقد نشأتُ في منزلٍ كان يعمل فيه الجميع بجدّ، ونصوت للمحافظين، ونثق في البنوك، فلا عجب أن فكرة العمل من خلال بنكنا، عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، تبدو أنها الخيار المنطقي.

كنتُ مرتاحةً عندما كنت على علم أن أحداً ما في مكان بعيد، كان يعمل بجدّ من أجل تنمية أموالنا، حتى أنني كنت أتخيل أن مستشارينا البنكيين كانوا يتخلون عن قضاء الإجازات مع عائلاتهم، من أجل رعاية كل قرش في رصيدنا، وكان ذلك يعني أنه لم يكن علي أن أفكر في هذه الأمور، فكنت أترك الأمر لزوجي للتعامل مع المستشارين، والتأكد من أننا نستثمر بحكمة.

كان الأمر بمثابة صدمة كبيرة، عندما أصبحنا مؤخراً عرضةً لقوانين جديدة في المملكة العربية السعودية، أدت إلى أننا (أو بالأحرى زوجي) لن نستطيع التواصل مع المخَطِّط المالي المُعتمد لدينا في بنك HSBC، والذي كنا نتعامل معه لسنين طوال.

تملكني الخوف:
لقد أفزعتني فعلاً تلك الأخبار، فقد وقعت علي وكأن شخصاً ما يأخذ الغطاء الأمني عن طفل، وهذا يعني أنني لن أتلقَّ بعد اليوم تلك البروشورات الجميلة في البريد كل عدة أشهر، لقد كانت فعلاً جميلة، وقد كنت أستمتع بالنظر إلى صور الأشخاص شبه المتقاعدين، وهم يلعبون الغولف على حافة المحيط.

كما أنني أدركت أنني مضطرة لمواجهة الحقيقة، حيث أننا كنا بحاجة لإيجاد وسائل أخرى للاستثمار، وبسرعة، فقد أصبحت مهمتي أن أتحرّى عن بدائل لتلك الوسيلة التي تعودنا عليها وارتحنا معها كثيراً، وبصراحة، صرتُ مسرورةً أن أقوم بذلك، فهذا أنار بصيرتي.

بعد الكثير من القراءة والتحرّي، اخترت خمس وكالات مختلفة لأتصل بها من أجل الحصول على معلومات عن خدماتها، وما بإمكانها فعله كي ترشدنا للإستراتيجية الصحيحة بالنسبة لأسرتنا.

لقد صُدمت بأن أثنتين من تلك الوكالات، لم تجيبا أصلاً على رسائلي التي أرسلتها عبر البريد الإلكتروني، أو حتى على إتصالاتي الهاتفية (رغم أن أحد الذين حاولت الاتصال بهم، كان مستشاراً رفيعاً في مونديال Mondial، إحدى أكبر شركات الاستثمار في الإمارات العربية المتحدة)، ومن الثلاثة الباقين، اثنتين كانتا تقليديتين جداً، والأخرى تأخذ نهجاً أكثر شموليةً بخصوص المال.

الطريق إلى الثروة:
العملية الكاملة لـ مقابلة دليلنا المحتمل القادم من أجل حريتنا المالية، كانت رائعة في النهاية، فلم أدرك فقط أن نهج الأموال واستثمارات السوق ليست مُهمتي المُفضّلة، ولكني أيضاً فهمت أنه من الممكن إيجاد مستشارَ استثمار يمكنه القيام بالدور، ويمكنه أن ينظر إلى حياتك، ويرى إلى أين تريد أن تذهب.

الآن وأنا في منتصف العمر، ولم أعد في بيت طفولتي، ما زلت أعمل بجد، ولكني أصبحتُ أصوّتُ للمرشح الأفضل، سواء كان محافظاً أم ليبرالياً، وتحررت من الثقة العمياء في أن البنوك ستعطيني أفضل النصائح.

لم يأخذ الأمر مني سوى بضعة أسابيع من القراءة، والحديث مع الأصدقاء، والاتصال بالأشخاص العاملين في عالم المال، من أجل الحصول على الأنسب لأسرتنا، والآن أنا فعلاً مهتمة بطريقة استثمارنا، والخطوات التي نحتاج أن نتخذها من أجل الوصول إلى أهدافنا.

هل سبق لك أن طاردت مستشارَ استثمار أو مال؟ شارك كاشي بخبراتك من خلال التعليق أدناه...

الملخص: إيجاد مستشارٍ جديد، كان مهمّةً شاقةً بالنسبة لكاتبة في فريق كاشي، ولكنها خرجت من التجربة أقوى...

الكلمات المفتاحية: "يستثمر" "استثمار" "مستشار" "مستشار مالي" "محفظة استثمارية" "تخطيط مالي" "المملكة العربية السعودية"