الفارسيّة تتخطى الفن التقليدي في عالية في سمائي

دشّنت الفنّانة العُمانية المُغرمة بالحسّ التجريدي عالية الفارسيّة معرضها الشخصي السابع "عالية في سمائي" بغاليري "بيت مزنة" في "الأوبرا غاليريا" بدار الأوبرا السلطانية بالعاصمة العُمانية مسقط. وقد استعرضت الفنّانة المخضرمة تشكيلة مكوّنة من 25 قطعة مزجت فيها بين لمساتها الفنية التجريدية والخامات المختلفة كقطع الأثاث والتحف وقطع الديكور بأحجام كبيرة متحدّية بذلك البديهة بمشهد جمالي أخّاذ. وعبرت الفنّانة في تشكيلتها إلى الطرف الآخر من عالم الفن والمتجسد في مجموعتها التي تجمع بين اللوحات الفنية التي يصل طولها إلى مترين والقطع والخامات ذات الأحجام الكبيرة كالكراسي والطاولات والمقاعد، ولا تقتصر تحفها الفنية على الأثر الإبداعي والخلّاق لما هو حسّي ومشاهد فقط، إنما تتجلّى فيها العديد من القضايا التي نعيشها ونعاصرها في الوقت الراهن ومنها نظرة المجتمع للمرأة ومركزها فيه، والتي عكستها الفنّانة في كوكبة ونسيج من الألوان الغنيّة. وقالت عالية الفارسية: "لقد كانت عُمان ولا زالت مصدر إلهامٍ كبيرٍ بالنسبة لي، حيث سعيت أن أستمد وأستوحي العناصر الفنيّة من ثقافتنا ومقارنتها بالعالم المتمدّن والمتغيّر، وتحكي هذه التشكيلة طبيعة التمازج والتلاحم بين الثقافات، وما يفرضه ذلك من تناقضات تحوم بين النمطية والتمرّد على الواقع. ولإظهار هذا التناغم، تعكس تشكيلتي كفاح المرأة وسعيها للمساواة مع الرجل في مختلف شؤون الحياة، كما أنها تعبّر عن أصالة التراث العُماني بصبغةٍ ومسحةٍ خارجيةٍ تجلّت على النسيج والورق وكتابات الشرق الأقصى والهند". وتتبنّى الفارسية منهجا يرنو إلى الإبحار في عالم الذات وسبر أغوارها للعثور على كلّ جديد يمكن أن تبوح به النفس. وقد بدأت الفنّانة العمل على تشكيلاتها التجريدية باستخدام خامات ذات تدرجات رمادية مُعاد تدويرها، تطوّرت بعد ذلك لتصبح قطعا فنية كبيرة غنية الألوان ترتسم عليها أحزمة الخناجر والمنسوجات. وقد تمّكنت عالية طوال مسيرتها بعالم الفنّ من استعراض ذوقها وأسلوبها الفنّي في عواصم مختلفة من أنحاء العالم كستوكهولم وجنيف وبرلين وبيجينغ وعدد من بلدان العالم العربي. وتعدّ عالية أول فنّانة عُمانية تُقيم معرضا شخصيا في طوكيو باليابان والذي هدف إلى الاحتفاء بمرور 40 عاما على العلاقات الدبلوماسية الوطيدة بين السلطنة واليابان. وتحظى الفارسية بحضور كبير على الساحة الفنيّة العالمية، حيث استقطب أسلوبها الذي يعبّر عن عمق الثقافة العُمانية من منظور جديد شريحة كبيرة من جمهور المتابعين والمهتمين. ولنتاجها الإبداعي الفريد إسهام في حفظ الموروث والتراث ونقله إلى الأجيال القادمة.