الطريق إلى البيت الأبيض تحسمه الأناقة

هل ستحسم الموضة والأناقة المنافسة على مقعد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟ السؤال يبدو غريبا للوهلة الأولى ولكنه يقترب كثيرا من الحقيقة فمظهر السيدة الأولى وأناقتها وقدرتها على أداء أدوارها الأجتماعية يمثل عنصر حاسما فى الإنتخابات الأمريكية منذ عهد الأسطورة جاكلين كينيدى.

فى المنافسة الحالية على لقب السيدة الأولى  هناك شيء واحد على الأقل مشترك بين آن رومني، زوجة المرشح الجمهورى المحتمل فى سباق الرئاسة الأمريكية هذا العام، وميشيل أوباما سيدة أمريكا الأولي، فكل منهما تتمتع بشعبية أكبر من زوجها ، هذا ما كشف عنه استطلاع للرأى جرى حديثا بين الأمريكيين، وفيه بلغت شعبية ميشيل أوباما 69% بزيادة 13 درجة عن زوجها، وبلغت شعبية آن رومنى 40% متفوقة على زوجها بخمس درجات.

السيدة الأمريكية الأولى ميشيل أوباما لا زالت أكثر عناصر الترجيح لحملة زوجها باراك أوباما فقد احدثت بالغ التأثير في عالم الموضة والازياء، ووصفتها صحيفة الإندبندنت " امرأة بثلاثة مليارات دولار".

وتشير الصحيفة إلى تحليل أعدته مدرسة شتيرن لإدارة الأعمال في نيويورك يقيم تأثير السيدة الأولى على تصميمات الملابس، ومقدار الأرباح الاقتصادية الهائلة التي جلبتها للعلامات التجارية التي ترتديها والتي وصلت إلى2.7 مليار دولار.

والدراسة التحليلية التي نشرت في دورية هارفارد بيزنس ريفيو وجدت أن أسهم إحدى شركات الملابس قد شهدت تصاعداً كبيراً بعد ارتداء ميشيل أوباما للملابس والأزياء التي تنتجها. فالماركات التي ترتديها السيدة الأولى شهدت ارتفاعاً يقدر بنسبة 2.3 % في الأسهم، في حين أن تلك التي تجاهلتها انخفضت بنسبة 0.4 %، وهو ما يمثل تأثيراً كبيرا في صناعة الموضة والأزياء.

السيدة ميشيل اوباما كانت النجمة المتوجة على عرش أناقة عالم السياسة حتى ظهرت دوقة كمبريدج  كيت ميديلتون فقد اختارت المجلة الاسبوعية النسائية "ايل" الفرنسية قرينة الرئيس الامريكي كالامرأة الأكثر أناقة في عالم السياسة. فهي تختار ملابسها بطريقة افضل من غيرها. وجاءت في المرتبة الثانية في هذا المجال ، بحسب المجلة ، كارلا بروني ساركوزي قرينة الرئيس الفرنسي ، وفى قائمة مجلة بيبول لأكثر عشر نساء أناقة في عام 2009 أختيرت  السيدة الأمريكية الاولى ميشيل أوباما كأكثر النساء سحرا.

صناع الموضة يؤكدون أن ميشيل "واقعية أكثر من كونها رمز (للاناقة). لا تحصر نفسها في قالب للموضة. انها تجرب.. وهذا هو ما تدور حوله صناعة الموضة هذه الايام، وترتدي ميشيل ملابس من تصميم مصممي ازياء مغمورين ومن سلسلة متاجر متوسطة الاسعار مثل (جيه.كرو.جروب) وساعدت على التخلص من الفكرة السائدة عن المظهر الرسمي للسيدات الاول.

وتحاول أوباما من خلال أزيائها الأنيقة وغير الباهظة في آن، توجيه رسالة إلى الأمريكيين مفادها أن الأناقة لا ترتبط بالبذخ، خصوصا خلال الأوقات الاقتصادية العصيبة التي يعيشها العالم حاليا، وهذا بالطبع يلهم الأمريكيات في الوقت الراهن، كما تقول المختصة في تصميم الأزياء ماري أليس ستيفنسون.

وعادة ما تفضل ميشيل أوباما ارتداء أزياء من تصميم ماريا بينتو، والتي ساعدتها في الظهور بمظهر جديد خلال لحظات مختلفة من حملة باراك أوباما الانتخابية، "وبالتأكيد، بعض من ملابس السيدة الأولى الأكثر نجاحًا هي التنانير التي يصل طولها إلى الركبة مع "البوليرو"، في حين أنها أثبتت أن لها ذوقًا رائعًا، عن طريق إضافة حزام ملون بسيط إلى لباس عادي، أو تحديث قطعة قديمة مع بروش حديث"، كما أنها تنتقي مجوهراتها بدقة، وحتى الأحذية فهي لا تتقيد بنوعية الكعب العالي فقط، ولكنها ترتدي الأحذية المسطحة الكلاسيكية.

فملابسها تتسم بالبساطة، لذلك فمن السهل عليها اختيار ما شاءت من التصميمات الرائعة. ولا أعتقد أن هناك امرأه لا تريد ذلك".

على الضفة الأخرى اثبتت آن رومني انها واحدة من اهم نقاط قوة الحملة الانتخابية التي يخوضها ميت نحو البيت الابيض ضد الرئيس الامريكي باراك اوباما حيث تساعد على اضفاء لمسة انسانية على المرشح الذي يواجه دائما انتقادات بافتقاره للتواصل مع الجمهور.

وفيما يبدو مألوفا أن يحب الأمريكيون زوجة الرئيس أكثر من الرئيس نفسه لأن طبيعة دورها غير الرسمى وأنشطتها الاجتماعية بعد دخولها البيت الأبيض يكسبانها مزيدا من القبول والتقدير، فإن الغريب حقا أن تتمتع زوجة مرشح للرئاسة بشعبية تفوق زوجها.

هذا ما جعل كثيرين يتساءلون عن سر جاذبية آن رومنى التى تبلغ الثالثة والستين من العمر وهى أم لخمسة رجال وجدة لستة عشر حفيدا، وهل ستكون آن سلاح زوجها لكسب انتخابات الرئاسة الخريف القادم؟

رغم تفوقه على منافسيه من الجمهوريين، ورغم وسامته ونجاحه البالغ كرجل أعمال ثرى فضلا عن خبرته السياسية كحاكم سابق لولاية ماساتشوسيتس، إلا أن المحللين السياسيين يعتقدون أن رومنى يفتقد شيئا مهما للغاية هو القدرة على التواصل الإنسانى مع الناس العاديين وهم بالأساس جمهور الناخبين.

فالأمريكى العادى الذى لا يجد فرصة عمل أو ذلك الذى خسر مسكنه بسبب عدم قدرته على دفع مستحقاته الشهرية، ويعانى بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة فى حياته اليومية، هذا الناخب قد لا يرى نفسه فى رومنى ذى المظهر الوجيه والابتسامة الجامدة والذى تتراوح ثروته بين مئتى مليون ومئتين وخمسين مليون دولار.

هنا اتجهت أنظار مديرى حملة رومنى الانتخابية إلى زوجته آن التى تتمتع بموهبة فطرية فى التواصل مع الناس وكسب مودتهم وتعاطفهم. وكانت النتيجة أنه تم فى الأسابيع الأخيرة الدفع بها فى كل وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية وعبر الإنترنت علّها تضفى لمسة إنسانية محببة على زوجها بما يزيد من فرص نجاحه فى الانتخابات القادمة.

ثراء آن لافت ولكنه لا زال يحدث تاثيرا عكسيا عندما يقترن بأناقتها ، فالـبلوزة التى كانت ترتديها فى برنامج «هذا الصباح» على شبكة سى بى إس،. كانت عادية من حيث المظهر، مصنوعة من الحرير و تبدو على الجزء العلوى منها صورة رأس صقر بلون أصفر فاقع ولكنها أثارت الكثير من الجدل حيث يبلغ سعر هذه البلوزة حوالى ألف دولار وهو ما اعتبره البعض دليلا ماثلا على الهوة السحيقة التى تفصل المرشح الجمهورى الثرى وزوجته عن جمهور الناخبين - والناخبات خاصة ممن لا تستطيع أى منهن أن تحلم بشراء بلوزة بهذا الثمن الخيالى فى مثل هذه الظروف الاقتصادية الشديدة العسر.