الزواج الثاني.. حقلٌ من الألغام أم من الورود ؟

الجزء الثاني: الزوجة الأولى يبدو أن المرأة ستبقى أنثى مهما ادعت المساواة بالرجل، ومهما حاول العصر الحديث جرها بعيدًا عن أنوثتها الأولى، تلك الأنوثة التي كانت تدفع أمنا حواء إلى عدّ ضلوع أبينا آدم عند عودته من رحلته اليومية لتدبير الطعام؛ خشية أن يكون الله قد خلق من أضلعه أنثى أخرى تشاركها فيه، وبنفس تلك الغريزة ترفض المرأة – عادةً – أن يتزوج زوجها عليها، ولا ترى له مبررًا منطقيًا أو مقبولاً . وإذا كان الزوج يبرر زواجه الثاني بعيوب زوجته الأولى، فتلك الزوجة الأولى نفسها هي التي تتساءل إن كانت عيوبها تلك قد ظهرت فجأة، فصارت – بين ليلةٍ وضحاها – طرفًا تستحيل الحياة معه . والحق أن أغلب الأزواج في مجتمعاتنا العربية يتزوجون للمرة الثانية فقط حين تتيسر أمورهم المادية، بدون سبب حقيقي للزواج، فقد تكون الزوجة الأولى بلا عيوب حقيقية أو خطيرة، ورغم ذلك يطعنها زوجها بخنجر زواجه عليها، وهو ما تعتبره هي خيانة صريحة لسنوات العشرة التي جمعتهما، وقد لا تسامحه لآخر العمر. فإذا حاولنا أن نتخيل موقف الزوجة الأولى، فقد نلتمس لها العذر في رفضها أن تشاركها أخرى زوجها، فهي التي – في الأحوال العادية – تحملت صعوبة البدايات، وقد يكون جزءًا من جمالها قد انطفأ بسبب إنجاب الأطفال وتربيتهم، وهي التي وضعت اللبنات الأولى في بناء حياة كاملة، تأتي أخرى لتشاركها فيها دون وجه حق. ويبقى أمام الزوجة الأولى دائمًا ثلاثة خيارات، فإما أن تستسلم للأمر الواقع وتقبل أن تبقى نصف زوجة، وتستمر حياتها الزوجية، وإما أن تهدم المعبد على رؤوس الجميع وتترك زوجها بالكامل للزوجة الثانية، وإما أن تقرر خوض معركتها لاستعادة زوجها، حتى لو كان سبيلها لذلك أن تستعمل كيد ودهاء الأنثى، وأن يكون شعارها لاستعادة حياتها " كُتبَ عليكم القتالُ وهو كُرْهٌ لكم " . - في الجزء الثالث من " الزواج الثاني.. حقلٌ من الألغام أم من الورود " نعرض وجهة نظر الزوجة الثانية في الأمر، فانتظرونا، ولا تنسوا موافاتنا بآرائكم .