عذرا للأمهات المثاليات حقا

دبي: ريهام كامل
 
لا أعلم كيف أبدأ، ومن أين أبدأ؟ إذ تنتابني حالة من اللبث والتوتر والقلق الشديد بشأن أجيال قادمة، كما أن الأمر قد اختلط علي وتشتت ذهني حول مفهوم الأم المثالية، فهل لنا من وقفة حول هذا الموضوع لنتذكر معا مفهوم الأم المثالية. 
 
الأم المثالية هي:
•هي من تألمت وحملت طفلها وهنا على وهن وأيقنت قيمة نعمة البنون وراعت الأمانة.
 
•من باتت تفكر في أطفالها ونسيت نفسها من أجل بسمة تراها في عيونهم.
 
•من مات زوجها وهي في ريعان الشباب وآثرت أطفالها على نفسها وخرجت للعمل لتعول أطفالها واجتهدت لتعليمهم واطعامهم دون سؤال الناس وانتظار المساعدة من الآخرين.
 
•من انطوت على نفسها وأخفت آلامها بين ضلوعها واستقبلت متاعب الكفاح والشقاء ببسمة أمل ودعوة من القلب لله رب العزة بأن يعوضها خيرا في أطفالها.
 
•من تحملت ضيق رزق زوجها، ووقفت بجانبه، وابتسمت في وجهه ليعمل بجد وليرضى بما كتبه الله له من رزق حلال، واستطاعت بروعة تدبيرها توفير أساسيات الحياة لأطفالها وجعلت أسرتها أسعد الأسر فصنعت السعادة من العدم.
 
•من تركها زوجها هربا من المسؤولية فباتت الأم والأب لأطفال يحتاجون الرعاية والإنفاق، وتحملت كل المشقة لتصل بهم لبر الأمان.
 
•من قدمت لوطنها أبناء نافعين وعلى خلق ودين رغم كل الظروف وكل الصعاب. 
 
هذه هي صورة الأم المثالية، فعذرا للأمهات المثاليات حقا في كل زمان ومكان فأنتن في قلوبنا أحياء أو أموات، عذرا فقد بتنا في مجتمع غريب اختلطت فيه قيم ومعايير الأمور. 
 
لتكن أمهاتنا اللاتي لم يسعين قط للظهور أمام الكاميرات، و لم يقدرهن المجتمع ولم يعطيهن حقهن، أمهات مثاليات، فأنت من عليك تقدير والدتك حق التقدير، فلا تنتظر أحدا كي يعوضها ما فاتها، فأنت خير عوض لها.
 
أمي الغالية أنت الأم المثالية التي روت قلبي بالحنان ولم تكل أبدا من المسؤولية، واجتهدت لتعليمي وتوفير سبل الراحة لي، ولم تحرمني شيئا فط فأنت أساس وجودي بالحياة.
 
فكل عام وكل أم على وجه الأرض بخير صحة وسعادة.
 
وللأمهات المصريات الفقيرات المكافحات أدام الله في أعماركن، وفرح قلوبكن بثمرة اجتهادكن الشريف، ولا تحزن فأنتن حقا زينة مصر، ومصر زينة بكم.