إنعدام النطف لم يعد مشكلة بلا حل

إعداد: معالي الغمري
 
كانت حالة إنعدام النطف عند الرجال حتى وقت قريب تُعتبر حالة عقم مستعصية لا علاج لها. إذ أنه يوجد علاجٌ باستخدام تقنيات أطفال الأنابيب لمعظم مشاكل العقم الذكري بما فيها نقص عدد النطف الشديد، ما عدا حالة إنعدام النطف الكلي فقد بقيت حتى هذا الوقت الحالة الوحيدة التي لا حل طبي لها، إلا أن الأبحاث أظهرت مؤخراً تطورات في إمكانية علاجها. فما هي؟
 
تمكن فريق البحث في جامعة شيفلد البريطانية The Sheffield University من تطوير البنية الأولية لكل من النطفة والبويضة باستخدام الخلايا الجذعية الجنينية Embryonic Stem Cells بحيث يمكنهم الحصول على الخلايا الجذعية من الأزواج العقيمين وتحويلها إلى النطف أو البويضات المطلوبة، حيث وجد العلماء خلال بحثهم أن بعض الخلايا البشرية تطورت لتشكَل الخلايا البدئية للنطفة والبويضة التي تشكَل لاحقاً النطفة الناضجة والبويضة القابلة للتلقيح. ويقول البروفسور هاري موور Professor Harry Moore المسؤول عن فريق البحث أن هذه النتائج تدل على إمكانية إنتاج النطف والبيوض لاستخدامها في علاج الأزواج العقيمين بطريقة أطفال الأنابيب. كما استطاع البروفيسور كريم نايرنيا Professor Karim Nayernia بجامعة نيوكاسل البريطانية، عزل الخلايا الجذعية من نقي العظام لدى الرجال الذين وضعوا أنفسهم في خدمة التجربة، وتمكن فريقه من تطوير الخلايا البدائية للنطف. ولكن ما زالت الدراسات جارية للوصول لإمكانية تطوير النطف البشرية الناضجة القادرة على إلقاح البويضة.
 
وقد اعتبر سكرتير جمعية الخصوبة البريطانية الدكتور الآن باسي Dr Allan Pacey هذه الأبحاث خطوةً مهمة جداً سيكون لها تطبيقات واسعة لتطوير دراسات تالية لفهم كيفية إنتاج النطف والبويضات. 
 
ولأن هذا الخبر يفتح باب الأمل لملايين الأسر المحرومة من الإنجاب فقد ذهبت خلال زيارتي مؤخراً للعاصمة البريطانية لندن لأسأل الدكتور ماتي أندونوف Dr. Matey Andonov إختصاصي علم الجنين والمدير العلمي ورئيس مخبر علم الأجنة في مركز أطفال الأنابيب "لندن ويمنز كلينيك The London Women’s Clinic" عن إمكانية تطبيق هذه النتائج المهمة في علاج العقم الناتج عن إنعدام النطف لدى الرجال.
 
وقال ان "الأبحاث ما زالت في طورها الأول وما زال أمامنا الكثير أولاً لتطوير النطف الناضجة الخالية من أية تشوهات صبغية ثم لإثبات إمكانية قدرتها على إلقاح البويضة، ومن بعد ذلك علينا مراقبة الأجنة الناتجة وإمكانية تطورها للتأكد من خلوها من أية تشوهات وبالتالي التأكد من سلامة الأطفال الذين سيلدون بهذه الطريقة. لذلك قد نحتاج لمدة تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات للوصول إلى نتائج إيجابية. وهذه الأبحاث في رأيه مهمةٌ جداً حيث أنها تشكل أملاً واعداً لعلاج العقم الناتج عن إنعدام النطف وهو الحالة الوحيدة التي لا يستطيع الطب معالجتها حالياً. أما في ما عدا ذلك فيمكن علاج نقص النطف الشديد حتى وإن وصل لبضع نطف حيث يتم سحبها من الخصية بإبرة دقيقة وحقن البويضة بها. وفي لندن ويمنز كلينيك  The London Women’s Clinic  وصلت النتائج في نسبة نجاح الحمل إلى 55.5% باستخدام طرق الإخصاب المساعد والمشهورة بإسم اطفال الأنابيب".